جدد اليمن مطالبته للمجتمع الدولي بتصنيف جماعة الحوثي الانقلابية، منظمة إرهابية، بعدما أشارت التحقيقات الأولية إلى مسؤوليتها عن الاعتداء الإرهابي على مطار عدن، بالتزامن مع وصول طائرة تقل الحكومة اليمنية الجديدة، بينما قدمت الميليشيا الانقلابية الحوثية بنفسها دليل إدانتها باستهدافها لقصر المعاشيق بطائرة مفخخة دون طيار بعد ساعات من تفجيرات المطار. وطالب وزير الإعلام اليمني معمّر الإرياني، أمس (الخميس)، المجتمع الدولي بإدراج ميليشيا الحوثي ضمن الجماعات الإرهابية ومحاكمة قيادات الحوثيين بتهمة ارتكاب جرائم حرب، منوهًا إلى أن استهداف المطارات والمنشآت والمدنيين سلوك ممنهج لميليشيا الحوثي الإرهابية، مشيراً إلى أن جرائم الميليشيا الحوثية في استهداف الصحافيين فاقت ما ارتكبته التنظيمات الإرهابية كداعش والقاعدة، معلنًا سقوط قتيل ونحو 10 جرحى من الإعلاميين في الاعتداء على مطار عدن. فيما تعهّدت الحكومة اليمنية أمس، بالعمل على إعادة الاستقرار للبلاد غداة الهجوم على مطار عدن وسقوط عشرات القتلى والجرحى، وقال وزير الخارجية أحمد بن مبارك، إن الحكومة مصممة على العمل من عدن لمواجهة التحديات، والقيام بواجباتها، ولن يثنيها الحادث الإرهابي عن ذلك. ولفت إلى أن المعلومات والتحقيقات الأولية تؤكد قيام مليشيات الحوثي بهذا العمل الإرهابي البشع، حيث تم رصد إطلاق الصواريخ من مناطق الحوثيين، معلنًا نشر الأدلة وبقية التفاصيل فور استكمال التحقيقات التي تقوم بها لجنة برئاسة وزير الداخلية، معتبرا أن هدف الحوثيين هو استمرار الحرب ورفض جهود تحقيق السلام، موضحاً أن الدعم الإيراني يسعى لإحداث زعزعة ليس في اليمن فحسب بل في المنطقة كافة، وأنه ليس من حق إيران الادعاء بأي شكل من الأشكال تمثيل أي طائفة في اليمن. وكانت وزارة الخارجية اليمنية، أكدت أن الدلائل تشير إلى أن الميليشيا الحوثية هي الجهة التي قامت بالهجوم، خصوصًا أن التقنيات المستخدمة تتشابه مع التقنيات التي استعملتها ميليشيا الحوثي في جرائم سابقة استهدفت بها المؤسسات والمنشآت المدنية والحكومية. وحددت الوزارة أن ميليشيا الحوثي الانقلابية نفذت الهجوم على مطار عدن الدولي بأربعة صواريخ باليستية من منطقة الجند شمالي شرق مدينة تعز، مؤكدة أن استهداف مطار عدن يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وجريمة إرهابية نكراء تتطلب الإدانة والشجب من كافة أعضاء المجتمع الدولي لإيصال رسالة واضحة للحوثيين بأن العنف واستهداف الأعيان المدنية والأبرياء لا يمكن أن يعكس رغبة جدية وحقيقية للوصول إلى السلام. وقال وزير الداخلية اليمني اللواء إبراهيم حيدان، إن الجهة المستفيدة من ذلك الهجوم الإرهابي هي ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانيًا، مشيرًا إلى أن الهجوم الإرهابي لن يعرقل سير تنفيذ "اتفاق الرياض"، ولن يثني الحكومة عن القيام بمهامها ومسؤولياتها في كافة المحافظات المحررة من خلال تطبيع الحياة العامة وتوفير الخدمات الأساسية وتحقيق وتعزيز الأمن والاستقرار والمضي بثبات صوب استعادة الدولة ومواجهة ومحاربة الإنقلاب والإرهاب بكل أشكاله، وذلك من خلال تلاحم وتكاتف كافة القوى الوطنية وبمساندة الأشقاء في تحالف دعم الشرعية. وأضاف ل"البلاد": "لجنة التحقيق وقفت على الأضرار التي لحقت بمطار عدن بعد الهجوم الغادر، واستمعت إلى شرح من مدير أمن المطار والمعنيين عن مؤشرات الاستهداف، وسيتم الاعلان عن نتائج التحقيق بعد الانتهاء من كما سيتم العمل على سد الثغرات الأمنية بدمج كافة التشكيلات الأمنية في إطار وزارة الداخلية للتغلب على مشكلة ضعف التنسيق". ولفت اللواء الحيدان إلى أن هناك حزاما أمنيا وتشكيلات كثيرة متواجدة في المطار وحوله. وأضاف "المشكلة ليست في امتداد وحجم القوات بل في فاعليتها وواحدية القيادة والسيطرة وهذا ماسنسعى إليه خلال الفترة القادمة"، مؤكدا أن هناك خططا وبرامج ستعمل عليها الوزارة خلال الفترة القادمة لتعزيز الجانب الأمني وتلافي أي ثغرات لإرساء الاستقرار. من جهته، أكد مستشار الرئيس اليمني الدكتور عبد الملك المخلافي ل"البلاد"، أن جماعة الحوثي وإيران تحاولان إجهاض تنفيذ "اتفاق الرياض" بالحيلولة دون العودة الفاعلة للحكومة في العاصمة المؤقتة عدن، مشيراً إلى أن ذلك لن يحدث لأن الأطراف الطامعة لا تريد نهاية للحرب ولا استقرار اليمن، غير أن الشرعية ستقف في وجه هذه الأطماع وتنهي الإنقلاب الحوثي، مؤكدا أن "اتفاق الرياض" خطوة هامة نحو توحيد الصف وتعزيز قوة الشرعية واستقرار المناطق المحررة وتوجيه السلاح الموحد إلى القضاء على الانقلاب الحوثي واستعادة الدولة. وقال إن الجريمة البشعة في مطار عدن تأتي في سياق سعي الأطراف المعادية لاستمرار الحرب ونزف الدماء، منوها إلى أن الحكومة اليمنية مطالبة الآن بخطوات فاعلة ليس لحماية نفسها ولكن أولًا لحماية المناطق المحررة وخلق الاستقرار الأمني والمعيشي والاقتصادي وفقاً ل"اتفاق الرياض". وتابع "الحكومة الجديدة أمامها مهمة تنفيذ ماجاء في الاتفاق لإعادة بناء جهازي الأمن السياسي والقومي، وتشكيل المجلس الاقتصادي الأعلى وجهاز الرقابة والمحاسبة وهيئة مكافحة الفساد ووضع برنامج واقعي وفعال للحكومة في مختلف الجوانب، لينعكس ذلك على الاستقرار في المناطق المحررة وحماية المواطن والتصدي للمشروع الحوثي والمشاريع المعادية". وبينما كشفت آخر حصيلة لأعداد ضحايا الهجوم الإرهابي الغادر على مطار عدن عن سقوط 26 قتيلًا و110 جرحى، من المسافرين والعاملين بالمطار والصحافيين، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مقتل ثلاثة وإصابة مثلهم من موظفيها بالانفجارات.