قد يكون المشهد النصراوي بعد إعفاء الدكتور صفوان السويكت من سدة الرئاسة مغايرا، عن كل ما نعرفه عن نادي النصر بمكوناته وكل تفاصيله ما عاصرناه، أو ما سمعنا عنه بتواتر الأحداث والمواقف. اجتماع ذهبي مميز في مضمونه، غريب في مواقيته، يعطى إشارات واضحة لمن يجيدون قراءة الحدث، وهو الانتظار حتى مغادرة مجلسه الحالي، والاتفاق على من يقود بإجماع الذهبيين وتزكية، من أيقونة النصر الحاضرة، وداعمه الأكبر الأمير "خالد بن فهد ". لا أحد يشك أن إدارة " السويكت " وجدت دعما كبيراً قد يوازي ميزانية نصف فرق أندية دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، ولكن في إدارته ومخرجاته كان أقل من قيمة وقامة نادي النصر " بصراحة " . فالمتابع لعمق التفاصيل في المنظومة النصراوية، يجد أن أبرز إنجازات هذه الإدارة كانت في " شو " الاستقطابات دون نتائج تذكر على أرض الميدان؛ حتى البطولات التي تحققت، التي لا توازي إطلاقاً طموحات الشارع النصراوي، تعود بالفضل، بعد توفيق الله، لصانع التركيبة النصراوية القوية " سعود السويلم ". وأكبر الدلائل على ذلك أنه بعد تدخل إدارة السويكت في عملية الإحلال والإضافات " تاه " النصر؛ لذلك نجد أن التحرك الذهبي الأخير، يرسل إشارة واضحة أنهم كانوا " غير مقتنعين " بعمل الإدارة؛ رغم دعمهم لها، وكانوا في انتظار التغيير من أجل أن يظهروا على الرغم من غموض المشهد، إلا أنه ظهر وبقوة، في أصعب تفاصيله، في دلالة واضحة أن للنصر " رجالا " لن يتخلوا عنه في أحرج الظروف، ولكن لهم رؤية خاصة، وتحديدا مع الأشخاص الذين يقودون الدفة في البيت النصراوي. خلاصة القول … إن العمل الجيد يفرض نفسه على الجميع، ويجد له من الداعمين أكثرهم، والعمل غير الجيد يجعلك تسير وحيداً في تخبطاتك مواجهاً كل التقلبات، ولن تصمد كثيراً؛ مهما تم إيهامك بأنك ستنتصر في النهاية. وفي خاتمة الأمر، سيكون الكيان هو الضحية، وإبعادك أمر محتوم لا جدال فيه. ولعل الحراك النصراوي الأخير، أرسل رسائل واضحة لجميع رؤساء الأندية المتعثرين؛ إداريا وفنيا، أن للكيانات محبين، إن صمتوا لفترة، فليس معناه، أن يصمتوا كثيرا، وأن تدخلهم سيكون حاسما ومغايرا في أي وقت، ومع أي ظروف. وأن تدخلهم سيكون إلى الجانب الإيجابي حتما، وفي صالح المنظومة بشكل عام. وهذا ما تضمنه لهم ضوابط وأنظمة وزارة الرياضة، التي هي أيضا حريصة كل الحرص على مصلحة الأندية، أولا وأخيرا. بقعة ضوء " رب ضارة نافعة ".