انقلب سحر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عليه، إذ هدد مسؤول في تنظيم "الذئاب الرمادية"، التابع لحزب الحركة القومية الحليف لأردوغان، بإسقاط حكم الرئيس التركي، كما سبق أن أسقطوا السلطان عبد الحميد الثاني، على الرغم من أن التنظيم معروف بشعاراته المدافعة عن الدولة العثمانية، ما اعتبره مراقبون مفاجأة غير متوقعة، تؤكد أن أقرب حلفاء أردوغان تخلوا عنه بسبب سياساته العدائية في المنطقة والداخل. وزجه عبد الرحمن جولسرين، القيادي في تنظيم "الذئاب الرمادية" المحظور في عديد من الدول الأوروبية، تهديدًا من شأنه أن يثير جدلًا واسعًا في البلاد، قائلاً: "أردوغان يعتبر اليوم عبد الحميد الثالث، ونحن سنسقط حكمه كما سبق أن أسقطنا حكم السلطان عبد الحميد الثاني". يأتي ذلك بعد فترة وجيزة من التصريحات التي أطلقها زعيم حزب المستقبل أحمد داود أوغلو، قال فيها تعليقا على اعتداء وقع قبل أيام على نائبه في الحزب سلجوق أوزداغ ، إن أصابع الاتهام تتجه إلى الحركة القومية، مضيفًا أن أردوغان خاضع للوصاية العسكرية، وإن قادة انقلاب 28 فبراير 1997 سيتخلصون منه قريبًا كما تخلصوا من رئيس الوزراء الأسبق عدنان مندريس. إلى ذلك، اتهم مرشح الرئيس المنتخب جو بايدن لمنصب وزير الخارجية أنتوني بلينكن، تركيا بأنها لا تتصرف كحليف، مشيرا إلى إمكانية فرض المزيد من العقوبات على أنقرة بسبب شرائها منظومة "إس – 400". وقال بلينكن في جلسة للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ: "إن فكرة أن يكون شريكنا الاستراتيجي أو ما يسمى بالشريك الاستراتيجي، متوافقا في الواقع مع أحد كبار منافسينا الاستراتيجيين روسيا، غير مقبولة". وتابع "تركيا لا تتصرف كما يجب، وهذا تحد كبير للغاية بالنسبة لنا ونحن واضحون جدا حياله. أعتقد أننا بحاجة إلى إلقاء نظرة على تأثير العقوبات الحالية ومن ثم تحديد ما إذا كان هناك مزيد مما يتعين القيام به". يشار إلى أن العقوبات التي فرضتها واشنطن على تركيا حازت على دعم الحزبين في الكونجرس، وقد أعلنت بموجب ما يسمى قانون مكافحة أعداء الولاياتالمتحدة بواسطة العقوبات.