الضغط الكبير على المنظومات الرياضية، وتحديدا رئيس مجلس الإدارة من خلال الجماهير، أو الإعلام المهتم بذات الشأن، قد يكون له نتاج جيد أحيانا، وقد يكون سببا رئيسا في البعد عن جادة الصواب وزيادة " الطين بلة " وخصوصا إذا كان موجها ومقننا لهدف ما، أو ضد عنصر معين داخل المنظومة، فقد يفقد صاحب القرار صوابه بسبب الضغط، ويتخذ قرارات قد تكون سلبية وذات تأثير " سلبي " يؤثر على العمل بشكل عام، ويدخله في مرحلة ألّا عودة التي يصعب بعدها تدارك الأمور. نعم أعي تماما أن النقد البناء قد يفيد ويعدل كثيرا من الأمور؛ متى ما وضع على مكامن الخلل تحديدا، وأعطى الحلول اللازمة لكيفية علاجها. ولكن أعي أيضا أن هناك نقدا مضادا مبنيا على " ردة الفعل " التي ربما تكون مدمرة بشكل كبير للعمل، ولتقييم العمل وتطويره. فالكثير- للأسف- عند الانتصارات تجده رائعا في كلماته، أنيقا في مفرداته، مميزا في تصوراته، راقيا في عباراته؛ حتى يصل أحياناً لتجميل الأخطاء، وكأنها عابرة ولن تتكرر. وعند الانكسارات تجده يسن السيوف ويضرب في كل الاتجاهات؛ الإيجابية قبل السلبية، وينسف الأعمال ويكسر المجاديف ويقلل من الأشخاص، وكأنه هو من يملك العلم والمعرفة، وأنه صاحب الرؤية الثاقبة، والقادر على معالجة الأمور، وأنه من حذر من هذا الأمر سابقاً، وأن الإدارة لم تعط له " بالا " على أطروحاته، وآرائه، فكانت هذه النتائج. والمؤلم حقاً أن هواة " ردة الفعل " متواجدون وينثرون سماء التواصل نقداً وجلداً وفي جميع الاتجاهات ولا يخجلون من مقارنة آرائهم بل يصرون على مواقفهم- سبحان الله. وأم " المصائب " حقا إذا وجدنا صناع القرار داخل الأندية مهتمين بآرائهم، ويبنون قراراتهم على ضغطهم ونقدهم، متناسين أن قراراتهم لابد أن تكون مبنية على قناعة تامة ذاتية في المقام الأول بعد دخولها مرحلة التقييم الشامل المتأني، البعيد عن مؤثرات " التسرع " واستشارة أصحاب التخصص في كل مجال، فالأخطاء أمر وارد، طالما هناك عمل، والأهم هو عدم المكابرة على الأخطاء وإيجاد الطرق الصحيحة لتعديلها، والتي لا تؤثر على المنظومة بكاملها. قد نجد أحيانا العذر لهم في أخطائهم ولكن قد تذهب كل الأعذار مع تكرار الأخطاء، وخصوصا إذا ما وضعنا في الاعتبار " القيمة المالية " المترتبة على آلية التعديل؛ لذلك كان لزاماً عليهم الوصول إلى أعلى جودة في اتخاذ القرار؛ سواء في أوله أو في حال تعديله.