أكد عدد من المختصين ضرورة عدم التعامل مع مخالفي أنظمة العمل، والإقامة من المتسللين؛ نظرًا لما يشكلونه من مخاطر، في ظل إستهداف أمن واستقرار المملكة، ودول الخليج العربي، لافتين في الوقت نفسه، إلى أهمية الإبلاغ عن مخالفي أنظمة العمل والإقامة وعدم نقلهم؛ نظرا للتداعيات المرتبطة بهم؛ حيث إنهم يقطنون الأودية والشعاب، ويقومون بترويج الممنوعات، وتشكيل عصابات إجرامية، موضحين أن التسلل والعمالة المخالفة، لم تعد كما كانت في الماضي؛ حيث إن عمليات التسسل ووجود العمالة المخالفة لأنظمة العمل والإقامة، انخفضت خلال السنوات الأخيرة؛ نظير الجهود التي تبذلها الجهات المختصة، أو من خلال دوريات الجوازات، التي تقوم بعملها بشكل يومي، وعلى مدار الساعة، لمتابعة المتسللين ومخالفي أنظمة العمل والإقامة. ورغم كثرة أعداد المرحلين، إلا أنهم سرعان ما يعودون لتزداد الجرائم في الفترة الأخيرة، بشكل ملحوظ في القرى والهجر والمناطق النائية، مما يسبب قلقًا للكثير من المواطنين والمقيمين مع تكاثر العصابات الإفريقية وقيامها بجرائم جنائية منظمة. «البلاد» التقت بعدد من المختصين، الذين أكدوا أن عمليات التسلل انخفضت عما كان في الماضي، داعين في الوقت نفسه المواطنين إلى ضرورة التعاون مع الجهات المختصة لضبط المتسللين ومخالفي نظام العمل والإقامة؛ للمخاطر التي يشكلونها. مشيدين في الوقت نفسه بجهود وإنجازات الجهات المختصة في تعقب هؤلاء المتسللين وترحيلهم إلى بلدانهم. نقل الأمراض في هذا السياق، أعرب عدد من الأهالى في قرى الساحل ومركز الدرب والشقيق التابعة لمنطقة جازان عن استيائهم من المخالفين والمتسللين بالقرى؛ نظرا لما يلمسه المواطنون من خطر حقيقي على حياتهم وحياة أبنائهم، كما أكد الأهالي أن المخالفين والمتسللين يمارسون نشاط بيع المخدرات بمختلف أنواعها، والبعض منهم يحمل السلاح الناري، لافتين إلى أن الجهات المختصة تواصل على مدار الساعة إلقاء القبض على المتسللين؛ لأن وجودهم غير الشرعي يدفعهم لارتكاب الجرائم للحصول على الأموال، التي تغطي تكاليف إقامتهم، فهؤلاء المخالفون قد يكونون وسيلة لدخول الأمراض؛ كونهم لم يخضعوا للفحص الطبي، وأيضاً قد يرتكب البعض منهم جرائم، يشجعهم على ذلك أنهم غير مسجلين لدى أجهزة الدولة، وليست لديهم بيانات على النظام الخاص بالمقيمين، ولابد من تضافر جهود أبناء الوطن مع أجهزة الدولة، والإبلاغ عليهم والحد من انتشارهم الخطير والمخيف. كما عبر عدد من أهالي محافظتي النماص وتنومة، عن شكرهم للأمير تركي بن طلال أمير منطقة عسير، ورجال الأمن بمختلف رتبهم على جهودهم في القبض على مخالفي الإقامة، موضحين أن المتسللين يمارسون التسول والنصب وجرائم ترويج المخدرات والمسكر، وأن الجهات الأمنية لهم بالمرصاد. يستهدفون الشباب المواطن عوضة آل مشاوي عسيري، أوضح أن المتسللين الأثيوبيين أو كل من يفد إلى هذه البلاد بطرق غير نظامية خطر؛ لأنهم مروجو مخدرات، ويستهدفون الشباب، ولا زلت مكلوما على ابني النقيب عبد الله، من منسوبي شرطة عسير، الذي قتل بأيدي هؤلاء المجرمين أثناء قيادته مجموعة من رجال الأمن لمداهمة وكرا للمروجين، والحمد لله، تم القبض على أربعة منهم، وقتل في حينه، الذي قتل ابني وقد احتسبته عند الله شهيدا، ولاننسى وقفة أمير عسير في حينه الأمير فيصل بن خالد، والأمير تركي بن طلال نائب أمير منطقة عسير، أمير عسير حالياً، ورجال الأمن، ونسأل الله أن يقوى رجال أمننا أينما كانوا؛ للحفاظ على أمن هذه البلاد وقيادتها ومقدساتها. ترويج المسكر من جانبه، قال أستاذ قسم التربية والمناهج بكلية التربية في جامعة الملك خالد الدكتور صالح أبو عراد الشهري: أنا أحد سكان محافظة تنومة، وأعرف أن خطر هؤلاء المتسللين كبير، خاصة أنهم يروجون المسكر في الأودية والشعاب ورؤوس الجبال؛ لذا فإن التبليغ عنهم يقطع خطرهم. وقال الدكتور مساعد إبراهيم الحديثي، من منسوبي وزارة الشؤون الإسلامية: إنه ترأس لجنة علمية من الوزارة أعدت دراسة هناك كشفت عدداً من الآثار الاجتماعية والاقتصادية والأمنية للتسلل؛ منها انتشار النصب والاحتيال والسرقات، وتزوير المستندات، وانحراف صغار السن، وتشجيع بعض الأسر المتسللة لأفرادها على التسول، وانتشار ترويج المخدرات، مع ارتفاع معدلات الجرائم الأخلاقية، وبالتالي إشغال الأجهزة الأمنية، وكذلك بروز ظاهرة خطف الأطفال . ومن الآثار أيضاً انتشار ظاهرة استئجار المنازل المهجورة في الأحياء القديمة، التي لا يعرف عمد الأحياء في المدن أصحابها، ومن الآثار الاقتصادية تهريب الأموال للخارج، وتعطيل حركة الإنتاج. وأوصى الفريق البحثي بضرورة دعم الجهات ذات العلاقة بمكافحة التسلل بالأفراد، وتنسيق جهودها، فضلاً عن أهمية ضبط حدود المملكة لمنع التسلل، وكذلك وضع الضوابط والإجراءات النظامية لمنع التخلف بعد الحج والعمرة ، مع تنظيم حملة إعلامية لتوعية المجتمع بالآثار السلبية للتسلل. خطر محدق المحامي عبد الرحمن بن حموض قال: لاشك أن التسلل خطر محدق بالجميع، ويحتاج إلى التكاتف مع الجهات الأمنية، فكل متسلل يمثل خطر كبيرا؛ لأنه جاء بطريقة غير نظامية وبالتالي لايهمه إلا الحصول على المال، وهدفه الأول من السرقة وترويج مخدرات والتسول، ومنهم من يمارس السطو، وأي طريقة لجمع المال، وأعتقد أن كثيرا من دول العالم، تعاني من ذلك، وبلادنا مترامية الأطراف ولها حدودها البرية والبحرية، ونحن ندرك أن جهود الدولة قائمة في التصدي للمتسللين. من جهته، أوضح المختص في القانون الجنائي والأمني، عبد الله أحمد الأسمرى، أن المتسللين بمختلف أعمارهم خطر داهم، على أي بلد، ولأن دخولهم غير نظامي، وينتج عنهم جرائم أخلاقية، ومشكلات عديدة، وجرائم قتل أحياناً، كما أنهم يحملون معهم الأمراض؛ لأن بيئتهم غير صحية، وينامون في أماكن غير مهيأة للسكن، وما يثلج الصدر، أن الجهات المختصة، تقف بالمرصاد لهؤلاء المتسللين. حملات مستمرة لضبط المتسللين اللواء عبد العزيز المغلوث مدير شرطة منطقة عسير، أوضح أنه في ظل المتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال أمير منطقة عسير، ومدير الأمن العام الفريق أول خالد بن قرار، حظيت الجهات الأمنية في عسير، بالدعم الذي أسهم في تطوير الأداء الأمني، وتقديم الخدمة الأمنية، مستشهدا بالإحصائيات ونتائج الحملات الأمنية؛ كونها خير دليل على الجهود التي يبذلها رجال الأمن في كافة أنحاء المنطقة مع تزايد المتسللين. وبين المغلوث، أن تزايد ظاهرة المتسللين تقف وراءها عدة عوامل؛ منها وعورة المناطق الحدودية، وما تحتويه من تضاريس جبلية ذات مساحة شاسعة ، إضافة إلى ما يشكله الوضع الاقتصادي والأمني الصعب الذي تعاني منه بعض الدول المجاورة، لافتا إلى أن هناك جهودا متواصلة وحملات مستمرة، أبرزها الحملة الوطنية الشاملة( وطن بلا مخالفة ) لمتابعة المجهولين من جهة، والقضاء على نشاطاتهم الإجرامية كترويج المخدرات والممنوعات من جهة أخرى، حيث يتم التعامل معهم أمنيا حسب ما يقتضيه الموقف ففي حالة المقاومة يتم التعامل وفق ضوابط استخدام القوة، ويتم تطوير المراكز الأمنية لتقوم بعملها على الوجه المطلوب، ومنها التى تقع قرب المنافذ الحدودية.