جميل جداً الحالة التنافسية التي اشتدت وتيرتها " مؤخراً بين الهلال والنصر، أو النصر والهلال وخرجت بركائزها المختلفة من أسوار " الميدان " لتصل لمكونات " الاستثمار " واستمرارية المنافسة في شتى المجالات، وجميع الطرق المتاحة. وقد يختلف أنصار الفريقين في تحديد مدى العمق التنافسي بينهما، فالجبهة الهلالية ترى أن جيرانهم ليسوا بالمنافسين لهم " وإن يطلق عليهم " بالغريم التقليدي " لاتساع فجوة الإنجازات وتحقيق البطولات بينهما. بينما تأتي التأكيدات من البيت النصراوي، أن حالة التنافس بينهما كفلتها لهم " الجيرة " من جهة والإرث التاريخي لسنوات النزال الكبيرة والمثيرة، التي اشتملت على تفوق نصراوي في أغلب الأحيان من جهة أخرى.فأنصار الفريقين يملكون كافة الحقوق في ما ذهبوا إليه وحق " مشروع " لهم طالما كان في سياق الأدب والاحترام وعدم التجاوز، ولكن لغة الأرقام تقول إن الفجوة التاريخية التي تجاوزت 19 عاما ما بين تحقيق النصر لآخر دوري وعودته مرة أخرى لتحقيقه مجدداً هي فعلياً، ما صنعت هذا التباين وخصوصاً أن التنافس في هذه السنوات العجاف النصراوية اقتصر فقط على "الثلاث نقاط " وجعلت الهلاليين يتمسكون بآرائهم في هذا الأمر، بينما نجد أن أنصار النصر يرتكزون على تحقيق فريقهم لثلاث بطولات دوري في آخر ستة مواسم مقابل دورين للهلال، ودوري للأهلي، وهذا طبعاً خلاف رصيده من البطولات السابقة فهو مؤشر حقيقي لتنافسية فريقهم وعدم إغفال مشروعيتهم؛ كحجر زاوية في البطولات والإنجازات. وبين هذا وذاك أجد أن هذا الحراك رائعا جداً وتنافسية وإثارة محمودة؛ سواء داخل الملعب أو خارجه، ولكن المهم استمرارية المنافسة وعدم الارتخاء والعودة لصناعة الأعذار " الواهية " لتخلف أحدهما عن الآخر في التنافسية ،، والأهم والأجمل أيضاً هو تحرك جميع الأندية للدخول في هذا الصراع التنافسي على البطولات والإنجازات " لزحزحة " ثبوتية الهلال التي استمرت لسنوات طويلة .. الأمر الذي جعل " الهلاليين " يتغنون بمقولة " الهلال ثابت والبقية متحركون " أو " الهلال كبير الكبار " وهذا يحتاج لعمل كبير ومستمر وتراكمي لاسيما إذا ما علمنا أن أهم العوائق التي كانت تمنع جُل الأندية من منافسة الهلال على حد قول كثير ممن تعاقب على رئاسة الأندية هو الجانب المالي تحديدا، الذي وبكل أمانة تلاشى فعلياً مع الدعم الكبير والمتساوي والعادل الذي تقدمه الدولة للجميع دون استثناء، وهذا بالتأكيد سيكفل لنا كمتابعين لدورينا الأفضل كل المتعة والتنافسية الحقيقية وتنوع الأبطال وهذه خلاصة القول … بقعة ضوء للتأمل … ثلاثة أندية فقط حصلت على دعم شهر نوفمبر ؟؟؟!!!