التطورات الخطيرة في لبنان وتدحرج كرة النار ، بفشل تشكيل حكومة مستقلين في ظل أزمة اقتصادية طاحنة وغضب شعبي واسع ، أنموذج صارخ للتدخل الإيراني الهادم لمقومات الدولة في أكثر من بلد عربي عبر أذرع خبيثة من ميليشيات وجماعات ذات ولاءات منحرفة تعمل ، كمعاول هدم لأركان تلك الدول وتفتيت وحدتها الوطنية والسيطرة على مقدراتها ، وتلك هي مأساة لبنان العميقة ، وكذا العراق الذي يسعى جاهداً إلى الخروج من ربق ميليشيات طائفية تغلغلت في مفاصل الدولة ونشطت في تهريب ثرواته إلى إيران، مثلما تعرض له اليمن ولايزال من جرائم حوثية إرهابية بحق شعبه ودول الجوار. تمادي نظام طهران في مشروعه التدميري التوسعي بالمنطقة ، وإهدار مقدرات شعبه وتدهور أوضاعه الاقتصادية والمعيشية ، وما يتعرض له من قهر جعل من بلاده سجناً كبيراً ، يؤكد خطورة السلوك المارق الذي يواصل استهداف أمن واستقرار المنطقة والسلم العالمي ، دون استجابة لدعوات إقليمية ودولية جادة ليصحح النظام الإيراني سلوكه العدائي ويوقف دعمه للإرهاب مع حثه على التجاوب مع قرارات منع انتشار أسلحة الدمار الشامل ، وهي تحديات تستوجب إرادة دولية أكثر حزماً في ردع تلك السياسة الخرقاء وتوجيه بوصلة طهران إلى تعاون حقيقي للاستقرار والبناء الذي تتوق له شعوب هذه الدول الشقيقة.