انفجر الشارع الإيراني في وجه نظام الملالي بمظاهرات جديدة في عدد من المدن، منددة بالسياسات الخاطئة للسلطة الحاكمة، مطالبة برحيلها اليوم قبل الغد، بعد أن تسببت في تردي الأوضاع المعيشية، ودعمت الإرهاب والمليشيات لزعزعة استقرار مختلف بلدان المنطقة، مبددة الأموال في أشياء لن تفيد الشعب بشيء إنما تستهلك موارده. ولم تفلح أحكام الإعدام الأخيرة بحق متظاهري نوفمبر في ردع الإيرانيين عن الخروج للشوارع للمطالبة بإسقاط النظام، بل كانت سبباً بالإضافة إلى تردي الأوضاع الاقتصادية في اندلاع الموجة الاحتجاجية الجديدة؛ إذ توالت دعوات الشباب الإيراني للخروج في تظاهرات حاشدة في عموم البلاد، أمس (الجمعة)، بعد أن شهدت بهبهان، مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن الإيرانية، التي حاصرتهم أولاً ثم هاجمتهم وأطلقت الرصاص الحي لتفريقهم، في وقت يردد المحتجون هتافات مناهضة للنظام الإيراني وقوات الباسيج، مثل: "لا نريد حكومة الملالي" و"أيها الباسيجي، اخجل وارحل عن البلد"، وهتاف آخر يقول: "المدفع، والدبابة، والصاروخ لا تفيد. يجب أن يرحل الملالي"، في دلالة على رفض مغامرات النظام الخارجية وتبديده موارد الدولة على ميليشياته العميلة في المنطقة. ورصدت تقارير واردة من شيراز ومشهد وأصفهان وتبريز وطهران أجواء أمنية مكثفة تمثلت في نشر وحدات خاصة وقوات الأمن على الطرق العامة والمناطق المركزية بهذه المدن، استعداداً لقمع التجمعات الاحتجاجية، بينما اعتقلت استخبارات الحرس الثوري عدداً من المتظاهرين في خراسان ومدينة مشهد، وأصدرت شرطة بهبهان جنوب غربي إيران، بيانا أمس، أعلنت فيه عن التصدي للتحركات الاحتجاجية ما يؤكد تواصل قمع الممتظاهرين، فيما أفاد موقع "Netblocks" المتخصص في مراقبة حجب الإنترنت، بتعطُّل الشبكة في محافظة خوزستان التي تعتبر بهبهان إحدى مدنها في أعقاب تجمهر المتظاهرين للتنديد بسياسات النظام. وبدأت المظاهرات، طبقا لوكالة "هرانا" الحقوقية الإيرانية، احتجاجًاًعلى تأييد أحكام الإعدام الصادرة ضد ثلاثة متظاهرين في احتجاجات نوفمبر الماضي ضد النظام، وللتنديد بتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، في ظل مواصلة العملة الإيرانية سلسلة الإنهيارات القياسية، لتصل إلى مستوى غير مسبوق؛ إذ تجاوز سعر الدولار في السوق المفتوحة 24 ألف تومان. في غضون ذلك، قال مسؤول استخباراتي أمريكي: إن بلاده حصلت على معلومات استخبارية عديدة تفيد بأن إيران وضعت أجزاء من نظام دفاعها الجوي في حالة تأهب قصوى، في الأيام الأخيرة، بعد وقوع سلسلة انفجارات في منشآتها المرتبطة بالبرامج النووية والصاروخية والعسكرية، التي أربكت النظام وعجز عن تقديم تفسيراً محدداً لها. وقالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية: إن التغيير في مستوى التأهب يعني أن أنظمة الصواريخ "أرض- جو" الإيرانية جاهزة للإطلاق ما يؤكد حالة الهلع التي يعيشها الملالي بسبب الإنفجارات الأخيرة في المنشآت النووية. وفي سياق ذي صلة، حذَّرت منظمة سلامة الطيران الأوروبية من أن طائرات الركاب التي تحلّق عبر المجال الجوي الإيراني قد تتعرض لخطر الاستهداف من قِبل أنظمة الدفاع الجوي بالبلاد، في تذكير لفاجعة الطائرة المدنية الأوكرانية، التي أسقطها الحرس الثوري بصاروخين قرب مطار طهران أوائل يناير الماضي. وقالت المنظمة: إنه بسبب الوضع الأمني الخطير، وسوء التنسيق بين الطيران المدني والعمليات العسكرية، هناك خطر من سوء تحديد الطائرات المدنية فوق الأجواء الإيرانية، مضيفة أن الخطر يكون أكثر عند التحليق فوق الأجواء الإيرانية على ارتفاع أقل من 7600 متراً، مشيرة إلى أن هذا التحذير يظل سارياً حتى 16 يناير القادم.