اعتقلت قوات الأمن الإيرانية، مساء الاثنين، نجل زعيم الحركة الخضراء المعارضة في إيران، مهدي كروبي. ووفقا لموقع “سحام نيوز”، جرى اعتقال حسين كروبي بعد يومين من دعوة والده، الذي يخضع للإقامة الجبرية منذ 2011، للمرشد الإيراني علي خامنئي بالتنحي بسبب أسلوب معالجته لحادث إسقاط طائرة ركاب أوكرانية. وأقرت إيران، السبت، بمسؤوليتها عن كارثة طائرة الخطوط الجوية الأوكرانية، التي أودت بحياة 176 شخصاً، وأثارت موجة احتجاجات في إيران، بعد نفي السلطات على مدى 3 أيام لفرضية إصابة الطائرة بصاروخ. وقتل جميع من كانوا على متن الطائرة عندما أسقطت الأربعاء بعد دقائق من إقلاعها من مطار الخيميني في طهران. وذكرت سلطات طهران أن الطائرة أسقطت بصاروخ أثناء حالة استنفار للقوات الإيرانية تحسبا لرد أميركي على ضرباتها الانتقامية لمقتل سليماني. وكتب الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في تغريدة، أن “التحقيق الداخلي للقوات المسلحة خلص إلى أن صواريخ أطلقت للأسف عن طريق الخطأ أدت إلى تحطم الطائرة الأوكرانية”، متحدثا عن “مأساة كبرى وخطأ لا يغتفر”. لكن تبرير روحاني لم يقنع الشارع الإيراني، إذ خرجت احتجاجات خلال الأيام الثلاثة الأخيرة تنديدا بما حدث للطائرة وسوء الإدارة في البلاد، وطالت الشعارات المناوئة لمرشد النظام علي خامنئي. ووصلت الاحتجاجات الإيرانية لميدان آزادي وسط طهران وامتدت لعدة مدن، في تصاعد سريع للمظاهرات التي اندلعت، مساء السبت. وأظهرت مقاطع مصورة نُشرت على تويتر عشرات المحتجين أمام عدد من جامعات طهران، وهم يهتفون: “يكذبون ويقولون إن عدونا أمريكا، عدونا هنا”. وأظهرت مقاطع أيضا تجمع عشرات المتظاهرين في مدن أخرى. ونشرت وكالة إيران إنترناشيونال فيديو لمظاهرات حاشدة وسط ميدان آزادي، ردد فيها المتظاهرين “الحرس الثوري يرتكب المجازر والمرشد يدعمه”. وتميّز ميدان آزادي كونه شهدَ العديد من المظاهرات السلميّة والعنيفة والتي أدّت في نهاية المطاف إلى قيام الثورة التي أطاحت بالشاه في 1979، بقيادة الخميني. وشابهت التظاهرات الضخمة في آزادي تلك التي شهدتها البلاد خلال كما تجمع طلاب وطالبات جامعة “بهشتي” في طهران، مرددين عبارات منددة بإسقاط الطائرة الأوكرانية، وأطلقوا هتافات: “عدونا هنا وليس أميركا.. لا نريد متفرجين انظموا لنا”، وفقا لفيديوهات نشرتها وكالة إيران إنترناشيونال. كما اندلعت احتجاجات في جامعة دامغان، شمالي إيران، وجامعة أصفهان، وسط البلاد، وتركزت الهتافات على المرشد الأعلى الإيراني: “الحرس الثوري يقتل، والمرشد يدعمه”.