تستمر حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خداع المرتزقة السوريين للزج بهم في المعارك الليبية وتأجيج الصراع في طرابلس، غير أن فضائح أنقرة تتكشف عبر المرتزقة أنفسهم، إذ كشف أحد المرتزقة، الذين نقلتهم تركيا إلى ليبيا للقتال إلى جانب قوات حكومة الوفاق، عن وجود حالة تمرد في صفوف المقاتلين السوريين بالعاصمة طرابلس، بعد خداعهم وإرسالهم للموت والهلاك مقابل رواتب وهمية. وفضح المرتزق ألاعيب تركيا عبر تسجيل صوتي لمكالمة هاتفية مع أحد أصدقائه، نشرتها حسابات تابعة لفصائل المعارضة السورية، فجر أمس (الثلاثاء)، قائلا: "أتواجد حاليا في طرابلس، والحديث عن أن رواتب المقاتلين السوريين في ليبيا تصل إلى 2000 دولار غير صحيحة"، مؤكدا أن الرواتب بحدود 4000 ليرة فقط (566 دولارا)، وأن من لديه واسطة يحصل على 6000 ليرة تركية (849 دولارا). وأكد أن الوضع صعب للغاية في طرابلس، مضيفا "أنا وزملائي نتعرض للقتل يوميا"، مشيرا إلى أنه تم وضعهم في مقرات قريبة من تمركزات الجيش الليبي وتتواجد في مرمى نيرانه، لافتا إلى أنها تتعرض للقصف بالهاون، حتّى إن ضربة واحدة استهدفت إحدى مقراتهم أدّت إلى مقتل 6 عناصر منهم. ولفت إلى أنهم يشعرون بخيبة أمل كبيرة، مشيرا إلى وجود حالة تمرّد في صفوف المقاتلين السوريين وعدم رغبة في مواصلة البقاء في ليبيا، حيث أكدّ أنهم تركوا القتال وسلموا أسلحتهم، وهم ينتظرون تسفيرهم إلى بلادهم. ويواصل أردوغان خداعه للعالم والمرتزقة الذين يرسلهم للموت دون يرمش له جفن، مواصلا جرائمه البشعة في ليبيا وسوريا، مع زعزعته المستمرة لاستقرار دول أخرى، وابتزازه لأوروبا باللاجئين. من جهة ثانية، رحبت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة الليبية، المعترف بها من البرلمان الشرعي، أمس، بالبيان المشترك الصادر من وزراء خارجية مصر واليونان وقبرص وفرنسا الإمارات، والذي ندد بالانتهاكات والاختراقات التي تقوم بها تركيا في ليبيا. وجدّدت الوزارة رفضها الكامل لمذكرتي التفاهم الموقعة في نوفمبر 2019 بين تركيا وحكومة الوفاق، لكونها قوضت عملية السلام في ليبيا، بجلبها للمرتزقة ودعمها الدائم للميليشيات الإرهابية المسلحة، بكل أنواع الأسلحة والطائرات المسيرة، مبينة أن الجيش الوطني أعلن عن الهدنة الإنسانية في شهر رمضان، لكن قوات الوفاق لم تحترمها وشنت هجوما فاشلا على قاعدة الوطية ومدينة ترهونة. ودعت الخارجية الليبية، المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى إدانة ورفض الغزو العسكري التركي على ليبيا وجلبهم للمرتزقة الأجانب، وبسحب الاعتراف من حكومة الوفاق. بدوره، اعتبر المتحدث باسم الجيش الوطني الليبى، اللواء أحمد المسمارى، أن البيان الخماسي بمثابة اعتراف دولي بشرعية الجيش الوطني الليبي، ويؤكد على محورية دوره في محاربة الإرهاب، مؤكدًا أن "النظام التركي عمل على نقل نحو 17 ألف إرهابي من سورية إلى ليبيا خلال الأيام الأخيرة"، مشيرًا إلى أن استهداف الجيش الليبي لقاعدة معيتيقة بعدة صواريخ لأنها أصبحت تهديدًا للمنطقة بالكامل والمدنيين بمحيط طرابلس، بعدما تحولت إلى قاعدة عسكرية جوية للاحتلال التركي. ونفى المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي بشكل قاطع استهداف مقار السفارات في العاصمة الليبية طرابلس أو مقار الشركات الأجنبية أو مؤسسات الدولة مفندا بذلك الادعاءات التركية.