تقدم الجيش الوطني الليبي إلى أقل من 4 كيلومترات من وسط العاصمة طرابلس، ودفعت غاراته المكثفة على تمركزات المليشيات في مدينة الزاوية، أردوغان إلى طلب تسريع موافقة البرلمان التركي على التدخل في ليبيا، ليتم التصويت في 2 يناير المقبل بدلًا عن الثامن منه، فيما أفادت تقارير موثوقة بأن انقرة دشنت جسرًا جويًا مباشرًا بين إسطنبول ومطار معيتيقة العسكري، لنقل مرتزقة من سوريا إلى طرابلس، في إطار سعيها لتجنيد 8 آلاف عنصر إرهابي بهدف القتال بليبيا في صفوف الميليشيات التي تقاتل لصالح حكومة الوفاق، بينما يستعد وفد أوروبي لزيارة ليبيا في 7 يناير المقبل لبحث آخر التطورات ومحاولة التهدئة وعودة الأطراف لطاولة المفاوضات. في التطورات الميدانية، يتقدم الجيش الوطني الليبي عبر عدة محاور إلى وسط طرابلس، الذي لم يعد يفصله عنها إلا أقل من 4 كيلومترات، بعد استيلائه على طريق المطار ومعسكر النقلية الاستراتيجي، وتقدمه تجاه ترهونة ومعيتيقة والهضبة وغاراته على الزاوية، في ظل تقهقر لمليشيات الوفاق، ودعا رئيس الحكومة المؤقتة المعترف بها من البرلمان، عبد الله الثني، سكان طرابلس إلى مساندة الجيش في معركته لتحرير العاصمة من المليشيات المتطرفة وفوضى السلاح. جسر جوي وفي محاولة للحيلولة دون تحرير الجيش الوطني الليبي لطرابلس، طلب حزب أردوغان الحاكم من المشرعين الأتراك أن يكونوا مستعدين للنظر في اقتراح سيسمح بإرسال قوات إلى ليبيا، حيت سيطرح الاقتراح ربما غدًا الاثنين، قبل أسبوع من الموعد المقرر، وربما يُجرى التصويت في الثاني من يناير المقبل، بدلًا من الثامن أو التاسع من الشهر نفسه. وأفادت مصادر موثوقة بأن انقرة دشنت جسرًا جويًا مباشرًا بين إسطنبول ومطار معيتيقة العسكري قرب طرابلس، لنقل مرتزقة خاضعين لأوامر قيادات الجيش التركي، وبلغ اجمالي عدد المقاتلين الذين وصلوا بالفعل خلال الثلاثة أيام الماضية أكثر من 1000 عنصر، عبر رحلات نفذتها شركتا الخطوط الليبية والخطوط الإفريقية، إلى ذلك، كشفت المصادر أن الاستخبارات التركية أوكلت مهمة تجنيد العناصر التي ستحارب في ليبيا إلى فصيل "السلطان مراد"، وهو من الفصائل السورية الموالية لأنقرة ويقوده تركمان، ومتهم بارتكاب جرائم حرب في سوريا. وكان أردوغان قد أكد أن بلاده تلقت طلبًا من حكومة الوفاق لإرسال قوات إلى ليبيا، بينما أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن، أن مسلحين موالين لأنقرة بدأوا بتسجيل أسمائهم في مكاتب مخصصة لتجنيدهم في ليبيا، وبحسب مصادر محلية في المناطق السورية التي تسيطر عليها تركيا بعد ثلاث عملياتٍ عسكرية شنها جيشها هناك، فإن قادة المجموعات الإرهابية سوف يحصلون على نحو 3 آلاف دولارٍ أمريكي في الشهر، بينما المجندون العاديون ستتراوح رواتبهم بين 1500 إلى 2000 دولار. سباق مع الزمن وفي السياق السياسي، يستعد المسؤول السامي للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، لزيارة ليبيا في 7 يناير المقبل، ومن المقرر أن يرافقه في الزيارة وزراء خارجية إيطاليا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا، وسيبحث الوفد الأوروبي في ليبيا تطورات الأوضاع والمعارك في مدن الغرب الليبي والعاصمة طرابلس، ومحاولة تهدئة الصراع العسكري وعودة الأطراف المتقاتلة لطاولة المفاوضات، وفق آلية مؤتمر برلين المقرر انعقاده في يناير المقبل والجهود الدولية للحل السياسي، التي يقودها المبعوث الأممي لليبيا غسان سلامة. ويبقى الوقت العامل الحاسم في مآلات الصراع، حيث يسابق أردوغان الزمن لإنقاذ حلفائه في ليبيا، بعد التقدم الكبير الذي تحرزه قوات الجيش الوطني الليبي على حساب مليشيات طرابلس، بالتوازي مع اقتراب المعارك من الأحياء السكنية في قلب العاصمة، والأمر نفسه ينطبق على الجهود الأوروبية والدولية لتجنب معركة دموية في وسط طرابلس، بينما يراهن الجيش الوطني الليبي على الحسم في أقرب وقت، وتفويت الفرصة على مساعي أردوغان للحيلولة دون تحرير العاصمة.