تلقى أردوغان هزيمة جديدة في ليبيا، بعدما صد الجيش الوطني هجوما لميليشيات الوفاق ومرتزقته، الذين أرسلهم من سوريا على قاعدة عقبة بن نافع الجوية، بمنطقة الوطية غرب البلاد، وتقدم الجيش بعدها لتطهير عدة مناطق من الميليشيات والمرتزقة. وأعلن الناطق باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، أمس (الجمعة)، عن تطهير مناطق غربي البلاد من ميليشيات الوفاق ومرتزقتها من السوريين، الذين جلبهم أردوغان إلى ليبيا. وأضاف أنه تم تطهير مناطق العسة والجميل ورقدالين وزليطن من سيطرة ميليشيات الوفاق ومرتزقتها السوريين الذين فروا هاربين أمام تقدم قوات الجيش، مؤكدًا أن هذه المناطق تنعم حاليًا بالحرية والأمن والأمان بعد طرد الميليشيات الإرهابية والإجرامية منها. وأوضح المسماري أن هذا التقدم الميداني للجيش الليبي جاء بعد فشل الهجوم الذي شنته ميليشيات الوفاق والمرتزقة الأجانب على قاعدة عقبة بن نافع الجوية، بمنطقة الوطية غرب البلاد، وتابع بأن “استمرار ما يسمى بحكومة الوفاق وميليشياتها الإرهابية في خرق وقف إطلاق النار، ورفضها لإيقاف الأعمال القتالية لتركيز الجهود لمكافحة وباء كورونا في ليبيا الذي فتك بالآلاف من البشر في الدول الأخرى، فإن القوات المسلحة الليبية تجد نفسها مجبرة على خيار المواجهة ضد الميليشيات الإرهابية المدعومة بعناصر من الجيش التركي ومرتزقة وإرهابيين سوريين، واتخاذ كافة الإجراءات المناسبة لحماية الشعب الليبي ومقدراته”. وتساهم هذه التطورات الميدانية بغرب ليبيا في تغيير موازين القوى نحو اقتراب الجيش الليبي من إحكام سيطرته على مُجمل الحدود البرية الليبية مع تونس، التي تعد الشريان الرئيس للعاصمة طرابلس التي تخضع للميليشيات والتنظيمات الإرهابية المتحالفة مع الرئيس التركي أردوغان. ولا تتوقف أطماع أردوغان في أفريقيا عند ليبيا، وإنما تتجاوزها بعيدا إلى القرن الأفريقي؛ حيث يرغب أردوغان في التوغل هناك عبر بوابة الصومال، لتحقيق أهداف عسكرية واقتصادية، وفي سبيل ذلك، يُهرب السلاح إلى جماعات انفصالية وعرقية في إثيوبيا بهدف عدم استقرارها حتى لا تزاحمه في الصومال. وأشار تقرير لصحيفة “إندبندنت” إلى أن إعلان المخابرات الإثيوبية أخيرا إحباط عملية لتهريب شحنات سلاح تركية إلى البلاد، لم تكن الأولى من نوعها، ويبدو أنها لن تكون الأخيرة، وفقا لمطالبات إثيوبيا السابقة لتركيا بمنع عمليات التهريب إليها، ووفق جهاز المخابرات كانت الآلاف من قطع السلاح التركية في طريقها إلى إثيوبيا “لإثارة الاضطرابات في البلاد”. وتمتد محاولات تركيا لإبعاد إثيوبيا إلى جيبوتي أيضا، حيث كشف تقرير لموقع “نورديك مونيتور” الاستقصائي السويدي قبل أيام، أن إثيوبيا تسعى إلى الحصول على حصة في ميناء جيبوتي، وهو الميناء الذي تصل من خلاله معظم تجارة إثيوبيا مع العالم، لكن ذلك يواجه بعرقلة تركيا التي تعمل للسيطرة عليه واحتكار إدارته.