كشفت مصادر مطلعة في ليبيا، أمس (الثلاثاء)، أن القيادة العامة للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر تتجه لإصدار إعلان دستوري يمهد لتشكيل حكومة جديدة لإدارة شؤون البلاد، بعدما أعلن حفتر، قبوله تفويض الشعب الليبي للقيادة العامة للقوات المسلحة بتولي مهمة قيادة البلاد، وإسقاط اتفاق الصخيرات لعام 2015، الذي يعد الأساس القانوني لحكومة الوفاق في طرابلس. وفي ظل سيطرة حفتر على الأوضاع، أصبحت مرتزقة الوفاق الذين أرسلتهم تركيا يائسون، وفقا لتحقيق أجرته الصحافية الأمريكية ليندسي سنيل لعدد من وسائل الإعلام الغربية بينها شبكتا التلفزيون الأمريكيتان "إم إس إن بي سي" و"إيه بي سي" وموقع "فايس نيوز"، وحمل عنوان: "يائسون يرغبون في العودة إلى بلادهم بعد أن كذبت عليهم تركيا". ونقلت سنيل خلال التحقيق شهادات لمرتزقة سوريين أرسلتهم تركيا لدعم ميليشيات الوفاق، بعدما وعدتهم بتلقي رواتب تتراوح بين 2000-3000 دولار شهريا، أنهم تعرضوا للخديعة ويشعرون باليأس ويرغبون في العودة لبلدهم. وأشارت إلى أن حكومة الوفاق لم تلتزم بالمدفوعات كما وعدت الفصائل السورية التي تقاتل ضمن صفوفها في طرابلس، بحسب شهادات عدد من المرتزقة من عدة فصائل سورية، ناقلة عن أحد عناصر فرقة حمزة أنه يتلقى 2000 دولار كل شهر ونصف بدلا من كل شهر، فيما يقول بعض عناصر فيلق المجد، الذين كانوا في ليبيا منذ أكثر من ثلاثة أشهر، إنهم تلقوا رواتبهم مرة واحدة فقط منذ وصولهم، مضيفين أنهم تلقوا وعودا بتلقيهم 3000 دولار في الشهر، وتحصلوا لاحقًا على 2000 دولار في الشهر الأول وثم 1400 دولار في الشهر الثاني ولم يتقاضوا أجورهم في الشهر الثالث. وقال أحد المرتزقة السوريين يدعى أحمد، وهو ضمن مجموعة التقتهم الصحافية الأمريكية، أنهم قاموا بعد عدم تلقيهم أجرهم في الشهر الثالث بسرقة المنازل لتغطية مصاريفهم. وأضاف مرتزق آخر أن أحد عناصر ميليشيات الوفاق ضمن مجموعته القتالية يقوم بإيصال المرتزقة السوريين إلى المتاجر في طرابلس لبيع ما قاموا بسرقته، مؤكدا أن العديد منهم باتوا يمارسون النهب والسرقة بدلًا من القتال، فيما لفت هلال هاشم، وهو رجل أعمال ليبي من طرابلس، إلى أن أحد التجار حاول إبلاغ الشرطة أثناء محاولة أحد المرتزقة السوريين بيعه بضاعة مسروقة، إلا أن الشرطة لم تفعل شيئا لسيطرة المجموعات المسلحة في طرابلس عليها، مضيفا أنه والعديد من المدنيين في طرابلس ينتظرون دخول قوات الجيش الوطني إلى طرابلس، واصفا المرتزقة السوريين بالمتطرفين والإرهابيين المنتمين لتنظيم داعش. وقال زين أحمد، وهو أحد المرتزقة من فرقة حمزة، إن معظم الوعود الأخرى التي تعهدت بها تركيا لم تتحقق، مضيفًا "أخبرونا أولاً أنه إذا بقينا وحاربنا لمدة 6 أشهر، فسنحصل على الجنسية التركية.. وهذه كانت أكاذيب"، مشيرًا إلى أنه تم إبلاغهم بأنه في حالة مقتل أحدهم في ليبيا، فستحصل عائلاتهم على الجنسية التركية. ويقول "الآن وقد مات الكثير من السوريين في ليبيا، نعلم أن هذه كذبة أيضا. فعندما قُتل أحد عناصر (أحرار الشرقية) في معركة في فبراير الماضي، مُنحت أرملته في عفرين حوالي 8000 دولار، إلا أنها لم تتحصل على الجنسية التركية وتعيش في مخيم في سوريا الآن".