في الوقت الذي يستمر فيه تدفق الأسلحة والمقاتلين الأجانب إلى ليبيا، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد "المرتزقة" السوريين الموالين لتركيا قد تخطى الرقم الذي كانت قد وضعته أنقرة الداعمة لميليشيات حكومة الوفاق التي تخوض مواجهات مع قوات الجيش الوطني الليبي. وبينما تتواصل عملية تسجيل أسماء الراغبين بالذهاب إلى طرابلس بالتزامن مع وصول دفعات جديدة من المرتزقة" إلى ليبيا، بلغ أعداد المجندين الذين وصلوا إلى العاصمة طرابلس نحو 4700 مرتزق، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 1800 مجند، ومازالت عمليات التجنيد مستمرة "سواء في عفرين أو مناطق درع الفرات، ومنطقة شمال شرق سورية". وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان -الذي يتخذ من لندن مقرا له- أن مقاتلا سوريا من محافظة إدلب، تقدم بطلب للسفر إلى ليبيا بسبب الإغراءات المالية التي تقدمها تركيا، وذكرت قناة "الحرة" الأميركية ، نقلا عن المصدر قوله إن الإغراءات المالية التي تقدمها تركيا كانت الدافع وراء طلب المقاتل السوري السفر إلى ليبيا. وقالت إليزابيث تسوركوف، زميلة معهد أبحاث السياسة الخارجية في الولاياتالمتحدة - والتي تتابع عن كثب الجماعات المسلحة السورية - إن الوعود المادية أو الحصول على الجنسية التركية، أو تسهيل السفر إلى أوروبا، تظل الدوافع الرئيسة للمقاتلين السوريين الذين تم إرسالهم إلى ليبيا، وأن أيا منهم لا يشارك في القتال بليبيا بسبب قناعة شخصية أو "أيديولوجية". وفى سياق متصل، نشرت صحيفة ذا إنڤستيجيتيڤ چورنال - تي آي چيه البريطانية حلقة حصرية جديدة في سلسلة تحقيقاتها الرامية لفضح تورط النظام التركي في دعم الإرهاب في سورية ثم في ليبيا بعد ذلك. وكتبت الصحفية الاستقصائية الأميركية ليندزي سنيل خلال زياراتها إلى سورية وليبيا عن تقدم القوات النظامية السورية المدعومة من روسيا بعد انسحاب أعداد من مقاتلي الجيش السوري الحر من ريف حلب بعد صدور أوامر من قيادتهم التركية بترك الدفاع عن المدينة والتوجه إلى ليبيا لدعم الميليشيات الإسلامية الموالية لحكومة الوفاق الوطني بطرابلس في مواجهة الزحف الكاسح للجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. وأجرت سنيل عدداً من اللقاءات مع المرتزقة السوريين عمّا يدفعهم للقتال في ليبيا لتكتشف أنهم تعرضوا لغسيل مخ بحيث أصبحوا مقتنعين أنهم مسافرين لمواجهة الجيش الروسي في ليبيا وليس الجيش الليبي وأن هذا امتداد طبيعي لمعركتهم في سورية. ونقلت سنيل عن أحد مصادرها في الجيش السوري الحر أن هذه عبارة عن "أكاذيب تركية" للسيطرة على هؤلاء المرتزقة الذين وصلوا إلى مرحلة تصديق أي شيء تقوله تركيا وفعل أي شيء تمليه عليهم. ويفضح التقرير الأكاذيب التي يستخدمها نظام أردوغان في السيطرة على أتباعه من المرتزقة الإرهابيين، حيث يروج النظام التركي إلى أن "قائد الجيش الليبي يكره المسلمين السنة"، وعند مواجهتهم بأنه شأنه شأن معظم الليبيين من المسلمين السنة يستمر العناد والقول بأنه سني اسماً ولكنه يكره السنة في محاولة فاشلة لخلق حالة من الاستقطاب الطائفي مثل الموجودة في سورية وزرعها في ليبيا لتأجيج حرب مقدسة تستقطب الإرهابيين من كل مكان. بالإضافة إلى ذلك يؤمن المقاتلين السوريين بما تقوله تركيا من أن الولاياتالمتحدة تدعم تواجدهم في ليبيا غير عالمين بثناء الرئيس الأميركي على المشير حفتر وإجراؤه اتصالات مباشرة معه. ونشرت "تي آي چيه" صور أسلحة تركية الصنع وصلت إلى ليبيا بحراً في الثامن والعشرين من يناير، أي بعد مؤتمر برلين مما يعد خرباً لوقف إطلاق النار وحظر التسليح الذين تم الاتفاق عليهم. وباستطلاع آراء المرتزقة السوريين في ليبيا أجمعوا أن هذه الأسلحة التركية المتطورة لم يسبق لهم أن يشاهدوا مثيلتها في سورية. وأضاف التقرير أن تركيا مستمرة في شحن المئات من المرتزقة السوريين إلى ليبيا والذين يدخلون عبر الحدود التركية السورية ليتم تجميعهم في جازيانتيب أو أنقرة قبل وضعهم في طائرات عسكرية تركية تقلهم إلى إسطنبول حيث يركبون الطائرات الليبية التجارية إلى طرابلس. هذا وشرحت سنيل في تقريرها المزايا التي يحصل عليها المرتزقة من مرتب شهري يصل إلى 2000 دولار أميركي بالإضافة إلى الجنسية التركية لمن يخدمون في ليبيا لأكثر من 6 شهور ونسبة إضافية لمن يقومون بتجنيد زملائهم كمرتزقة! وعلى الرغم من ذلك لا تجد تركيا الإقبال الكافي من السوريين على هذه "المهام" مما يدفعها إلى الضغط والتهديد على الجيش السوري الحر لتصل إلى غرضها. وصل الأمر بتركيا إلى صناعة فيديوهات دعائية قام بتسجيلها الإرهابيين الموجودين في ليبيا تصف الحياة هناك وكأنها نزهة بدون قتال وتعدد المزايا في الإقامة والإعاشة بل وحتى تقول إنهم يسمحون للمقاتلين بتدخين "الحشيش" في ليبيا، واختتم التقرير بتعليق من أحد المرتزقة السوريين في ليبيا قائلاً إن قلوبهم لا تزال في سورية، ولكن قادة الجيش السوري الحر قد باعوها وبالتالي باعوها هم وجاءوا إلى ليبيا.