وسط مطالبات قاطعة من المحتجين بوقف السيطرة الإيرانية على البلاد، والتدخلات الخارجية في شؤون بغداد، أفادت مصادر طبية من ساحة الطيران، قرب ساحة التحرير، وسط بغداد، بسقوط قتيل وإصابة 7 محتجين خلال اعتداء نفذه مسلحون، يستقلون سيارات نقل جماعي، فجر أمس (الجمعة)، وفقاً لما نقلته قناة "الحدث" عن شهود عيان، أكدا أن الاعتداءات على المتظاهرين تمت من قبل مسلحين، يستقلون حافلات نقل جماعي عند طريق محمد القاسم، حيث أقدموا على إطلاق الرصاص الحي، بينما تشير أصابع الاتهام للمليشيات المدعومة من إيران. وفيما يرفض المتظاهرين الحكومة الموالية لنظام الملالي، شدد الرئيس العراقي، برهم صالح أمس، على حق العراقيين في التظاهر للمطالبة بدولة تحميهم وتعيش في أمن وسلام مع جيرانها، مؤكداً أن العراقيين مصرون على دولة معبرة عن إرادتهم، بعيداً عن الإملاءات الخارجية. وأضاف : "العراقيون يطالبون بدولة ذات سيادة كاملة غير منتهكة وخادمة لشعبها". وحثّ المرجع الشيعي في العراق، علي السيستاني، الأحزاب السياسية في البلاد على تشكيل حكومة جديدة بأسرع ما يمكن، وطالب السلطات باحترام حق المحتجين في التعبير عن أنفسهم. وقال السيستاني في خطبة الجمعة، التي ألقاها ممثل عنه في مدينة كربلاء: إن المرجعية الدينية في العراق تؤكد موقفها المبدئي من ضرورة احترام سيادة العراق واستقلال قراره السياسي ووحدته أرضاً وشعباً، ورفضها القاطع لما يمس هذه الثوابت الوطنية من أي طرف كان، وتحت أي ذريعة. وأضاف: "للمواطنين كامل الحرية في التعبير – بالطرق السلمية – عن توجهاتهم بهذا الشأن والمطالبة بما يجدونه ضرورياً لصيانة السيادة الوطنية بعيداً عن الإملاءات الخارجية"، في إشارة صريحة لوقف التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للبلاد. وانتظمت في مدن العراق أمس مظاهرات حاشدة تندد بالتدخلات الخارجية، وترفض أن يحكم العراق عبر الوكالات، مطالبة بإنهاء وجود القوات الأجنبية، وتشكيل حكومة مستقلة وإجراء انتخابات نيابية مبكرة. وفي لبنان، اعتدت عناصر من "حزب الله" الموالي لإيران وحركة أمل بالعصي على متظاهرين، نساءً ورجالًا، أمام مجلس الجنوب في الجناح ببيروت، وبحسب شهود عيان وقع أكثر من 15 جريحًا من المتظاهرين الذين كانوا ينظمون مسيرة تحت عنوان "جولة لكشف حساب على مزاريب الهدر"، إذ يؤكد الحراك المتواصل منذ 17 أكتوبر الماضي على استمرار فعالياته ضد حكومة "اللون الواحد"، الواقعة تحت سيطرة حزب الله وحلفاؤه، فيما تتواصل المظاهرات اليوم (السبت)، خاصة أمام مجلس النواب. وبينما ترأس رئيس الوزراء حسان دياب الاجتماع الاول للجنة صياغة البيان الوزاري، طالب نواب أوروبيون بفتح تحقيق في شبهات فسادة بإدارة مشروعات النفايات بلبنان، محذرين بوقف المساعدات في حال ثبوتها. وأصدرت مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان بيانًا مشتركا حثت فيه "الحكومة الجديدة على الإسراع في اعتماد بيان وزاري مع مجموعة تدابير وإصلاحات جذرية لتلبية مطالب الشعب، معتبرة "التطبيق السريع والحاسم سيكون أمرًا أساسيا لوقف الأزمات المتفاقمة التي يواجهها البلد وأبناؤه". إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أمس، أن سياسة "الضغوط القصوى" ضد طهران ستستمر حتى يغير النظام سلوكه، في إشارة للعقوبات الجديدة التي فرضها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في وزارة الخزانة ضد إيران، محذرًا الشركات التي تخرق العقوبات قائلا: "إذا قمتم بتسهيل أنشطة النظام الإيراني، فسوف تتم معاقبتكم". بينما كشف جواد سليماني، زوج إحدى ضحايا طائرة الركاب الأوكرانية التي أسقطها الحرس الثوري الإيراني في طهران، في وقت سابق من هذا الشهر، عن استدعائه وتهديده من قبل دائرة الاستخبارات في مدينة زنجان، بتهمة "إهانة ممثلي خامنئي"، مضيفًا أنه اضطر إلى مغادرة إيران خوفًا على حياته.