يثير نزول الآلاف من أنصار مليشيا «الحشد الشعبي» الموالية لطهران إلى ساحة التحرير في بغداد أمس (الخميس) المخاوف من احتمالات حدوث صدام مع المتظاهرين السلميين الذي يطالبون منذ أكثر من شهرين ب«إسقاط النظام» ورحيل الطبقة السياسية الحاكمة، والتنديد بالتدخلات الإيرانية. ولعل ما فاقم هذه المخاوف هو رفع أنصار الحشد أعلامه وصور للمرجع علي السيستاني، ما دفع مراقبين سياسيين إلى التحذير من احتمالات حدوث صدام يمكن أن يتطور إلى حرب أهلية بين الجانبين. وإذا كان نزول مليشيا الحشد إلى المظاهرات، خصوصا في ساحة التحرير بالعاصمة العراقية من أجل دعم أنصاره وأحزابه في السلطة، فإن مطالب المحتجين وشعاراتهم الصريحة منذ بدء المظاهرات تندد ب«إيران بره بره.. بغداد تبقى حرة»، كما أنهم رفضوا الأحزاب السياسية التي تسعى للهيمنة على حركتهم الشبابية. وقد عبر المحتجون عن قلقهم من «الوافدين الجدد» إلى ساحة التحرير، وقال أحدهم: «لقد دمروه»، فيما قال آخر: «ستصيبنا الفوضى»، فيما اعتبر ثالث أنهم «أتوا إلى هنا لتخليصنا من المظاهرات وإنهاء الاحتجاجات». ومن هنا، وقبل أن تتفاقم الأمور ويدخل العراق في دوامة جديدة من التوتر والفوضى والخراب، فإنه ينبغي على عقلاء العراق من مختلف التوجهات سرعة التدخل لإيقاف هذه المنافسة أو صراع شغل الساحات بين المحتجين، لأن عواقبه ستكون مدمرة.