شهدت العاصمة العراقيةبغداد أمس (الخميس)، مظاهرة حاشدة لدعم سلمية الاحتجاجات وطرد المخربين، إلا أن شهود عيان حذروا من وجود مدنيين ومندسين من أنصار مليشيا «الحشد الشعبي» بين المحتجين لإثارة الفوضى والشغب. ونزل الآلاف من أنصار الحشد الذي يضم فصائل موالية لطهران إلى ساحة التحرير، ما أثار قلقاً بين المتظاهرين الذين يطالبون منذ شهرين ب«إسقاط النظام» وكفّ نفوذ عرابه الإيراني. ولوح المتظاهرون الجدد بأعلام الحشد، ورفع آخرون صوراً للمرجع الديني علي السيستاني، واختلط هؤلاء في معسكر المحتجين المناهضين للحكومة. وفي جنوب البلاد المنتفض أيضاً، اتسعت رقعة الاحتجاجات أمس مع انضمام عائلات الضحايا والعشائر إلى التظاهرات، للمطالبة بوقف العنف، فيما التحقت وفود عشائرية بمئات المتظاهرين المتجمهرين في وسط الناصرية. وفي مدينة الديوانية القريبة، تجمع الآلاف من المحتجين في الساحة المحتلة ليلاً ونهاراً منذ أسابيع، مطالبين بالعدالة لضحايا عمليات القمع. وفي ذي قار، تواصلت الاحتجاجات في المحافظة الجنوبية وسط دعوات لعدم وقف المظاهرات حتى تحقيق المطالب. وأعلنت مصادر عراقية فتح جميع الجسور في الناصرية باستثناء جسر الزيتون الذي سيغلق مدة أربعين يوماً حداداً على أرواح القتلى الذين سقطوا خلال الاحتجاجات. وفي تأكيد جديد على تدخل إيران في الشأن العراقي، شن سفير الملالي في بغداد أريج مسجدي هجوماً على المرجع قاسم الطائي أحد مؤسسي التيار الصدري، زاعماً أنه يثير الفتنة في العراق لمجرد أنه وضع شروطاً عدة في اختيار بديل رئيس الوزراء المستقيل؛ من بينها أن يكون عربياً ولا يقل عمره عن 50 عاماً. البيان الذي وزعه أمس (الخميس) مكتب الطائي أثار استياء سفير الملالي والقوى السياسية الموالية لطهران، ونوه بيان التحالفات السياسية بتصريح مسجدي وموقفه من الطائي، زاعماً أن تصريحاته تعكس حرص طهران على وأد الفتنة في العراق. وقال الطائي في بيان يجب أن يكون «المرشح عراقي ومن العشائر العربية الضاربة في العمق التاريخي، ولا يحمل جنسيتين، وأن يكون شغل مناصب وظيفية في الدولة مدة لا تقل عن 20 عاماً. واشترط أن لا يكون من الأحزاب ولا من الكتل التي شاركت في السلطة طيلة ال16 عاماً الماضية، وألا تحركه إلا مصلحة العراق».