دعا المتظاهرون بالعاصمة بغداد وعدة محافظات عراقية إلى زيادة وتيرة الاحتجاجات والاعتصامات، ردا على تباطؤ تشكيل حكومة مستقلة قادرة على إنقاذ العراق من أزمة سياسية واقتصادية متصاعدة.وشهدت مراكز الاعتصام وساحات التظاهر في بغداد وتسع محافظات أخرى السبت توافد آلاف العراقيين لاستئناف احتجاجاتهم على الطبقة السياسية الحاكمة والمطالبة بتشكيل عاجل لحكومة مستقلة غير خاضعة للمحاصصة أو النفوذ الإيراني. من جهة أخرى قال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء عبد الكريم خلف، أمس السبت، إن الحكومة العراقية تجري حوارات مع الولاياتالمتحدة بشأن العلاقات الأمنية، على خلفية الضربة الأمريكية لقاسم سليماني فور خروجه من مطار بغداد 3 يناير الجاري، والرد الإيراني الفاشل باستهداف قاعدتين عسكريتين في العراق تضمان جنودًا أمريكيين، ودعوة البرلمان العراقي في جلسة مشكوك قي قانونيتها بسحب القوات الأمريكية من البلاد. وأكد مختصون في الشأنين العراقيوالإيراني أن استهداف طهران ومليشياتها للقواعد العسكرية للتحالف الدولي ضد الإرهاب سيؤدى إلى تنشيط تنظيم "داعش" الإرهابي من جديد في العراق، خاصة وقوات الأمن منشغلة بمواجهة الاحتجاجات التي اندلعت منذ بداية أكتوبر الماضي ضد الفساد السياسي والاقتصادي والتدخل الإيراني في شؤون العراق. وقال المحلل السياسي العراقي باسم الكاظمي إنه لا يستبعد عودة تنظيم داعش الإرهابي عبر بوابة إيران، فالهجمات الصاروخية على قوات التحالف ستدفع الخلايا النائمة لعناصر التنظيم في العراق للنشاط من جديد. وأضاف أن إيران وبالتعاون مع تركيا سيشجعون التنظيم الدموي للنشاط من جديد، خاصة في أعقاب فرار المئات من عناصر التنظيم عقب العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، وتحديدًا في المناطق التي دخلتها القوات التركية، وأيضا في أعقاب اغتيال قاسم سليماني، مما دفع المليشيات التي تمولها إيران للهجوم على القوات الأمريكيةبالعراق، ما يدفعها للانشغال بتأمين قواتها ومتابعة المليشيات الموالية لإيران، مخلفة وراءها فجوة أمنية عميقة ستمكن عناصر التنظيم من النشاط من جديد. ولفت الكاظمي إلى أن خلايا التنظيم النائمة تتمركز في مناطق مثل كركوك والموصل وتلعفر، وعلى يبدو أن هناك تراخي أمني نوعًا ما في أعقاب المظاهرات والاحتجاجات في الشارع العراقي، وتعثر تشكيل حكومة جديدة خلال الفترة الماضية. واتفق معه في الرأي الخبير في الشأن الإيراني تامر أبو جامع مؤكدًا أن القوات الأمريكية ستركز بشكل أكبر على حماية نفسها من المليشيات الإيرانية، التي تستهدف منشآتها وعناصرها، بدل من محاربة داعش الإرهابي، ما يعني أن إيران تسهل عودة التنظيم من جديد للعراق. وشدد على أن غياب القوات الأمريكية التي تقدم الدعم للقوات العراقية فيما يتعلق بالمراقبة والاستخبارات والنقل والدعم الجوي، يعني اكتشاف عناصر داعش عمليات الاقتحام التي تقوم بها القوات العراقية، ما من شأنه أن يتيح لهم الهرب، ويسمح لهم أيضًا بالإفلات من العقاب، وإعادة تنظيم صفوفهم، وعلاوة على ذلك، فإن الدعم الاستخباراتي واللوجستي من القوات الأمريكية ضروري بالدرجة نفسها للشركاء العسكريين الأوروبيين وغيرهم في التحالف الدولي، الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد الإرهاب.