أكد السفير الأمريكي السابق في العراق والامم المتحدة أن إصلاحات رئيس الوزراء العراقي تواجه معارضة من جانب عدد من قادة الشيعة وايران، مشيرا الى ضرورة دعم العبادي؛ لتمكينه من تطبيق الإصلاحات التي من شأنها نقل العراق بعيدا عن الطائفية التي جرها إليها نوري المالكي، مشيرا الى ان الطائفية سرطان السياسات العراقية، وأعلن الجيش العراقي امس الخميس مقتل 27 من عناصر تنظيم داعش بقصف لطيران التحالف الدولي استهدف مواقع للتنظيم في مناطق شمالي بعقوبة مركز محافظة ديالى، بينهم القيادي أبو أحمد الفلوجي وهو والي مناطق شرقي تكريت. من جهتهم، أكد منظمو المظاهرات التي خرجت في بغداد والعديد من المحافظاتالعراقية أن احتجاجاتهم ستستمر إلى حين الاستجابة لمطالب الإصلاح ومحاسبة الفاسدين. وفي مؤتمر صحفي عقد في ساحة التحرير في بغداد وحضره عشرات من منظمي ومؤيدي هذه المظاهرات أكد المنظمون -في بيان- استمرار وقوفهم الحازم في وجه ما وصفوها بمحاولات النيل من المظاهرات وإنهائها أو تأجيل مطالبها. وجدد المحتجون الدعوة إلى تنفيذ الإصلاح على أن يبدأ بالمنظومة القضائية؛ "لأن أي عملية إصلاح لا تبدأ منها، ستكون بمثابة تكريس للفساد". واعتبر المتظاهرون أنه لم تحدث حتى الآن استجابة حقيقية لمطالب الإصلاح بالرغم من مرور أسابيع على انطلاق المظاهرات في بغدادوالمحافظات. وقال البيان: "تلمسنا للأسف، مع انقضاء مدة الشهر المحددة في الورقتين الإصلاحيتين المقدمتين من رئيسي الحكومة ومجلس النواب محاولات للتسويف والمماطلة بشأن تنفيذ الإجراءات الواردة فيهما، ومساع للالتفاف على المطالب، من قبل القوى السياسية المتنفذة ومجلسي الوزراء والنواب". ويأتي هذا البيان بعد يومين من إعلان ناشطين في محافظة البصرة إعادة اعتصامهم الذي رفعوه سابقا بعد تلقيهم تهديدات بالتصفية الجسدية من قبل جماعات مسلحة. وبالتزامن، قرر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إعفاء 132 وكيل وزارة ومديرا عاما من مناصبهم، مشيرا إلى أن هؤلاء سيحالون إلى التقاعد "أو يكيف وضعهم الإداري حسب القانون". وقال مكتب العبادي في بيان إن هذه الإجراءات تأتي "تنفيذا لحزمة الإصلاحات وللمضي بإجراءات الترشيد بما يرفع من كفاءة أداء مؤسسات الدولة". وكانت الحكومة قد أقرت في 9 أغسطس حزمة إجراءات إصلاحية وافق عليها البرلمان بعد يومين. وأصدر العبادي على إثر ذلك عدة قرارات من بينها تقليص المناصب الوزارية من 33 إلى 22، وخفض عناصر حماية المسؤولين. وفي السياق، قال السفير الأمريكي السابق لدى الأممالمتحدة زلماي خليل زاد في مقال في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية: نتائج حملة الإصلاحات بالعراق قد تؤدي لإعادة تشكيل مستقبله واستقرار منطقة الشرق الأوسط برمتها والتي تمثل دولة المركز بالنسبة إلى التحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش. وقال السفير الأمريكي السابق إنه يجب على الولاياتالمتحدة التركيز على المشهد النضالي الجديد الذي يشهده العراق، وأن تدعم جهود العبادي لإنجاح حملة الإصلاحات التي يقودها استجابة لحراك احتجاجي غير طائفي يشهده الشارع العراقي. وأشار زاد -الذي شغل منصب السفير الأمريكي في العراق (2005 -2007)- إلى أن الدعم الذي قدمه علي السيستاني للعبادي كان حيويا وحاسما، وأن حزمة الإصلاحات تشمل مكافحة الفساد واعتماد الكفاءة في تولي المناصب الحكومية بدلا من المحسوبية الحزبية والطائفية. وأوضح زاد أن الطائفية كانت بمثابة السرطان في السياسات العراقية السابقة، وأن العراق شهد انفراجة في انتخابات 2010 لكن الطائفية عادت للبلاد من جديد في أعقاب الانسحاب العسكري الأمريكي. وأضاف إن الأحداث الراهنة في العراق المتمثلة في الحراك في الشارع وفي حزمة الإصلاحات التي يعتزم العبادي تطبيقها تمثل فرصة نادرة أخرى للبلاد. وأضاف السفير السابق إنه بالرغم من أن حملة إصلاحات العبادي تعتبر طموحة وتستحق الثناء فإن رئيس الوزراء العراقي لا يملك الكثير من الوسائل المتاحة لتنفيذها، وخاصة في ظل انخفاض أسعار النفط وعدم توفر الموارد المالية التي توفرت لسلفه نوري المالكي. وأشار زاد إلى أن العبادي يواجه تحديات تتمثل في حاجته إلى المليشيات نفسها التي تعارض حملة إصلاحاه؛ وذلك من أجل مواجهة تنظيم داعش. وتتمثل أخرى في أن علاقاته مع الأكراد متوترة وليست على ما يرام، وذلك في ظل الخلافات بشأن صادرات النفط والميزانية. وهناك تحد رئيس آخر يتمثل في رغبة إيران في أن تكون المليشيات في العراق هي المسيطرة على القطاع الأمني؛ وذلك لجعله مواليا للمتشددين الإيرانيين، لكن العبادي يرغب في إعادة تنظيم هذه المليشيات وقوات المتطوعين ضمن قوة الحرس الوطني التي تكون خاضعة لسلطة الدولة. وأضاف زاد إن السيستاني والعبادي وقادة إصلاح عراقيين آخرين يرغبون في إقامة علاقات جيدة مع إيران لكنهم يشعرون بالاستياء من المحاولات التي يقوم بها رئيس فيلق القدس اللواء قاسم سليماني لجعل العراق دولة تابعة لإيران. ميدانيا، قالت مصادر في قيادة عمليات دجلة العسكرية لوكالة الأنباء الألمانية إن طيران التحالف الدولي نفذ فجر امس ضربات جوية على مواقع تابعة لتنظيم داعش في قرى العميرة والصفرة وقرى القناطر في جبال حمرين الحدودية مع محافظة كركوك شمال شرقي بعقوبة تمكنت خلالها من قتل 27 من تنظيم داعش.