يواصل الجيش الوطني الليبي تقدمه باتجاه قلب طرابلس، بعد أن سيطر على معسكر استراتيجي فيها مع بدء "معركة الحسم" التي أطلقها قائد الجيش المشير خليفة حفتر ، كما أعلن إسقاط طائرة تركية مسيرة، دخلت مسرح العمليات ومنطقة الحظر الجوي جنوبي العاصمة. وقال الجيش إن قواته تتقدم في محور عين زارة، ضمن معركة تحرير طرابلس من الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية التي تسيطر علي المدينة منذ سنوات و يواصل تقدمه باتجاه وسط المدينة، وسط انهيارات بين صفوف الميليشيات المسلحة التي جندها السراج، وقد وصلت الوحدات العسكرية إلى محيط سجن أبو سليم جنوبطرابلس، كما فرضت سيطرتها على معسكر حمزة الواقع بمنطقة مشروع الهضبة، والذي يبعد 4 كم عن طريق الشط المؤدي لقلب طرابلس، تزامنًا مع التقدم في محور عين زارة ومواقع وأحياء جديدة تحت غطاء سلاح الجو، وعثرت قوات الجيش أثناء تقدمها على مخازن أسلحة تركية تحت الأرض، وأسرت مرتزقة أجانب كانوا يحاربون مع حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج. وكان حفتر قد أعلن"ساعة الصفر" لبدء المعركة الحاسمة لاسترداد طرابلس من حكومة الوفاق غير المعترف بها من البرلمان والمليشيات الإرهابية والمتطرفة المتحالفة معها، قائلا: "اليوم نعلن المعركة الحاسمة والتقدم نحو قلب العاصمة"، متعهدًا ب"منح المسلحين في طرابلس الأمان مقابل إلقاء السلاح"، وموصيًا قوات الجيش باحترام حرمات البيوت. فيما سبق للمبعوث الأممي لليبيا، غسان سلامة، التصريح بأن قوات حفتر تقترب من إحكام القبضة على طرابلس، وربما تحقيق انتصار كبير، في وقت تجهز ألمانيا لمؤتمر حول ليبيا في برلين يهدف إلى الجمع بين القوى الإقليمية المنخرطة في الصراع أملا في تسهيل التوصل لوقف لإطلاق النار. وتشهد ليبيا، الغارقة في الفوضى منذ عام 2011، مواجهات عنيفة تصاعدت منذ 4 أبريل الماضي، عندما شنّت قوات الجيش الليبي هجومًا كبيرًا لاستعادة العاصمة، بهدف القضاء على فوضى السلاح وهيمنة المليشيات المتطرفة على مؤسسات الدولة، بما فيها المجلس الرئاسي والوزارات المختلفة، تنفيذًا لتفاهمات بين خليفة حفتر وفايز السراج في دولة الإمارات العربية، مبنية على بنود اتفاق الصخيرات الموقع في ديسمبر 2015، والذي منح شرعية دولية لحكومة السراج كان مفترضًا أن يمددها بشرعية داخلية عبر البرلمان، وهو ما فشل في تحقيقه مرتين.