لم تكن ليلة تكريم مهندس الكلمة الغنائية وعراب التجديد في النص الغنائي العربي الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يوم أمس الأول ليلة عابرة ، وأنما ستظل ناقوسا يدق في ذائقة محبي الطرب الأصيل، فمنذ وقت مبكر شهدت القاعة حضور آلاف محبي الشعر هذا الصيد الجميل ، حيث استعدت الهيئة العامة للترفية منذ وقت مبكر لهذه الليلة الأستثنائية، وكانت ليلة تكريم البدر ليلة غنائية مفعمة بالثقافة والأدب والرقي بالحضارة الفنية بدأ فيها الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن بواحدة من قصائده ، ثم تتابع في القاء قصائده التي كانت من ضمنها القصيدة المغناة بعنوان “الليالي الوضح”، التي تغنى بها فنان العرب محمد عبده خلال مسيرته الفنية، وبدون أي تكليف أو مقدمات واصل البدر إلقاء قصائده وبالقبلات والأحضان، صعد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، المستشار تركي آل الشيخ، على خشبة المسرح ليكرِّم الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن، متحدثًا عن جمالية هذه الليلة المختزلة بالجمال والتكريم، قائلًا:أنا وكل الحضور نتشرف بتكريمك ووجودك، هذه ليلة من ألف ليلة، وشيء بسيط من هيئة الترفيه، ليقدم له مجسَّما بالذهب الخالص لتكريمه، مشيرًا إلى أن كل المكان مصمم خصيصًا له، وللفن والثقافة التي قدمها لأكثر من ستين سنة. من جهته قال الأمير بدر بن عبدالمحسن: “الأخ المستشار تركي آل الشيخ لك صادق الحب والثناء وكافي”. وكان ” قمر ” البداية بسيناريو غنائي وطني من كلمات البدر، حملت عناوين “الله البادي، مالحد منه، يارفع الجبهة”، من ألحان الراحل محمد شفيق، تغنى بها راشد الماجد والفارس وأصيل أبو بكر بأغانٍ وطنية خالصة. ثم تغنى أولًا الفنان راشد الماجد، الذي قال فيها: نتشرف بلية البدر مكتمل وبالسماء مكتمل وكل النجوم حواليك، ليصدح بعملين من كلماته، من بينها أغنية “المسافر”، من كلماته التي تغنى بها الماجد في عام 1996، ولحنها الدكتور عبد الرب إدريس، لتنقل صوت راشد وجماهيريته عربيًّا. وجاء ثانيًا فنان العرب محمد عبده، الذي تغنى عازفًا على العود بأغنية “مركب الهند”، التي كانت أول تعاون بين البدر ومحمد عبده، ليستذكروا قصة الأغنية،وتحدث فيها أبو نورة قائلًا “أتت هذه الأغنية عبر برنامج تلفزيوني في عام 1971، واسم البرنامج “بحر من الأماني” ، وكنا نود غناء أغنية بمزيج من اسم البرنامج، بحكم أن البرنامج يذاع بمصر، ليخرج البدر بأغنية “مركب الهند”. وكشف محمد عبده عن الأغنية التي تمنى أن يغنيها، حيث قال: إن تعاوناتي معه من الأمنيات، وأول ما استمعت للبدر كان بأغنية “عطني المحبة” للراحل طلال مداح،. وتحدث البدر عن أغنية فوق هام السحب، القصيدة المغناة بصوت فنان العرب محمد عبده، فقال إنها تثير الدم في عروق السعوديين؛ حيث إن الأغنية بقيت ثلاث سنوات في أدراجه، إلى أن ألهمه محمد عبده بلحنها وغنائها في التوقيت المناسب. وأضاف البدر قائلًا إن الملك فهد -رحمه الله- كلفه بكتابة الأغنية الوطنية، واستذكر فيها البدر موقفًا كان قد جمعه مع محمد عبده، فقال: “تواصلت مع فنان العرب في إنشاء قصيدة وطنية، وبدأت بأغنية (الله أحد) ولحنها محمد عبده، وقبلها بحوالي ثلاث سنوات كتبت “فوق هام السحب”، وتفاجأت من محمد عبده بأنه يحدثني بمطلع الأغنية، وفرحت بأن يكون لي أغنيتان أو ثلاثة، والأغنية التي تأتي في وقتها الصحيح ولحنها الصحيح وأدائها الصحيح، كأنها مهيأة بالوقت، و”فوق هام السحب” جاءت بالتوقيت الصحيح. وكشف البدر عن تقديم عملين غنائيين من كلماته، وبألحان مختلفة، بعنوان “باقي مني ليل” من ألحان عبد الرب إدريس وغناء فنان العرب محمد عبده، وأغنية “السهر” من ألحان مشعل العروج وغناء نوال الكويتية. سلامة والفارس ونوال وعبدالرب إدريس تغنى أيضًا الفنان عبادي الجوهر، الذي أشار إلى أنها ليلة مضيئة للبدر، وعبَّر عن سعادته بها، وبأنه من المحظوظين من الفنانين الذين تغنوا من قصائد البدر، ليقدم له مجموعة من الأعمال الغنائية الخالدة،ليختم فنان العرب ليلة تكريم البدر بمجموعة من الأعمال التي جمعته مع البدر، من بينها أغنية “جمرة غضى”، والأغنية الوطنية “روابي نجد”.