الذائقة الفنية في موسم الرياض على موعد مع ليلة غنائية موسيقية حالمة، يقف خلفها فنان العرب محمد عبده والشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن، الذي خلق توءمة فنية جمعته مع «فنان العرب» في مسيرة فنية مميزة، حيث تعد من الليالي الغنائية المخملية التي ينتظرها الجمهور السعودي التوَّاق للفن الراقي، فمنذ خمسة عقود كانت بداية القصة الموسيقية التي كرَّس فيها فنان العرب مع البدر أعمالاً غنائية خالدة، أصبحت تتردد إلى يومنا هذا. وتُعد قصائد البدر من القصائد الملهمة في قصة نجاح الأغنية السعودية منذ سنين خلت؛ إذ غَنَّت كلماتِه حناجرُ كبار الفنانين السعوديين، لتصبح قصةَ نجاحٍ وإلهامًا من بحر الذائقة الشعرية من قصائده المغناة، ليكون الفنان محمد عبده واحدًا من أبرز الفنانين غناءً لكلمات البدر وأعماله، وتبرز من بين هذه الأعمال: بحر العيون، الفجر البعيد، أنا حبيبي، مجنونها، جمرة غضى، ردي سلامي، الرسايل، أبعتذر، القلوب أصحاب، وغيرها الكثير من الأعمال الرنانة. وتُعد أول ليلة غنائية تجمع البدر ومحمد عبده على خشبة مسارح الفن بالسعودية، في ليلة التكريم التي أشار لها الأستاذ تركي آل الشيخ إلى أن أول مبادرة بالفن أن يتمَّ تكريم الأميرُ بدر بن عبدالمحسن في أمسية شعرية عالمية، وأن يكون الرمز الفني محمد عبده مصاحبًا لها تحت مبادرة «تكريم الفن السعودي». العلاقة الفنية الوطيدة والخالدة التي جمعتهما لم تكن على مستوى الأعمال الغنائية الطربية فحسب؛ بل كان للأغنية الوطنية نصيب، حيث يستلهم السعوديون قصصَ النجاح والكفاح من الأغنية الوطنية «فوق هام السحب»، تلك الأغنية التي وُلدت كي لا تموت، حيث تجسد في كل ذكرى مناسبة وطنية فرحًا وبهجة، وفي كل ذكرى انتصار لهذا الوطن الغالي، وهناك «قصيدة» بكلمات عميقة ومؤثرة ولدت عام 1986، وكانت المناسبة افتتاح استاد الملك فهد الرياضي، حيث وُلدت لتعيش وتحيا وتكبر، وتتناقلها الأجيال بفخر واعتزاز. وفي كل أغنية يؤديها محمد عبده ل»البدر» يمنح المتلقي والمستمع إحساسًا داخليًّا عميقًا بأنه يدخل في لعبة تحدٍّ طربية لا تنتهي، هذا التألق الغنائي في تجربة محمد عبده، الذي امتدَّ لسنوات طويلة بين أي أغنية تخلد باسم «البدر» ومحمد عبده. وفي الأغنية القصصية التي كانت حاضرة في أذهان الذائقة الفنية العربية، تبرز العديد من القصائد المغناة، من بينها أغنية «أبعتذر» التي أصبحت ملازمة لفنان العرب في كل مرة يستذكر فيها إبداعهما، وتُعد من أبرز الأعمال الغنائية القصصية السعودية، لما فيها من معاني الاعتذار بين المحبين، واللحن المنفرد الذي بقي شاهدًا على الغناء والقصيد في الأغنية السعودية. التجارب بينهما كانت تأكيدًا على النجاح الذي حققاه معًا وقبل نهاية فترة السبعينيات، حيث تكرست بينهما الأعمال الغنائية المميزة، من بينها: «الرسايل»، التي قدَّمها محمد عبده على مسارح مصر في منتصف السبعينيات، ثم قدَّمها على مسرح التلفزيون بالرياض في تلك الفترة، لتتواصل الأعمال الغنائية بينهما، بعد أن حقَّقا نجاحًا وانتشارًا بالساحة الفنية. "فنان العرب" محمد عبده