أطلق «فنان العرب» محمد عبده بروفات «ليلة البدر» التي ستقام مساء اليوم في مدينة الرياض، تحت مُعرف «نصف قرن والبدر مكتمل» والتي تأتي ضمن فعالياته «موسم الرياض»، حيث التكريم للأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن على عطائه الذي امتد لأكثر من خمسين عاماً، وقد بدأت البروفات في فندق هيلتون بمدينة الرياض مع الفرقة الموسيقية بقيادة الفنان الكبير «فنان العرب» محمد عبده والفنان راشد الماجد وأصيل ابوبكر وكذلك نوال الكويتية ونجوم آخرين واستمرت ثلاثة أيام ماضية. وسيغني فنان العرب الذي جمعه مع البدر أكثر من ثلاثين عملاً فنياً طيلة العقود الماضية مسجلة نجاحاً في مقدمتها «أبعتذر» التي كانت أولى البروفات التي تم العمل عليها خلال الفترة الماضية، وغيرها من الأغاني الرائعة التي جمعتهما سويا منها، «صوتك يناديني، أبعتذر، والرسايل، وردي سلامي، وجمرة غضى، ولا تجرحيني، ومركب الهند، ومجنونها، ووين أحب الليلة». هذا وقد وصف معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه بالحدث الأبرز، حيث قال عن هذه الحفلة التكريمية : «شيء للتاريخ عن ألف ليلة وليلة».. مؤكدا: «أنها حفلة واحدة من سيحضرها لن ينساها إطلاقا». وتعتبر هذه الليلة هي التوجه للذائقة الفنية في ليلة غنائية موسيقية حالمة، يقف خلفها «فنان العرب» محمد عبده والشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن، حيث رفقة الخمسين عاما خلقا فيها توءمة فنية ومسيرة مميزة، حيث وتعد هذه الليلة من الليالي الغنائية المخملية التي ينتظرها الجمهور السعودي التوَّاق للفن الراقي، فمنذ خمسة عقود كانت بداية القصة الموسيقية التي كرَّس فيها فنان العرب مع البدر أعمالاً غنائية خالدة، أصبحت تتردد إلى يومنا هذا. حيث القصائد الملهمة وقصة نجاح الأغنية السعودية منذ سنين خلت، إذ غَنَّت كلماتِه حناجرُ كبار الفنانين السعوديين، لتصبح قصةَ نجاحٍ وإلهامًا من بحر الذائقة الشعرية من قصائده المغناة، ليكون الفنان محمد عبده واحدًا من أبرز الفنانين غناءً لكلمات البدر وأعماله، وتبرز من بين هذه الأعمال: بحر العيون، الفجر البعيد، أنا حبيبي، مجنونها، جمرة غضى، ردي سلامي، الرسايل، أبعتذر، القلوب أصحاب، وغيرها الكثير من الأعمال الرنانة. وقد أشار لها الأستاذ تركي آل الشيخ إلى أن هذه تعتبر أول مبادرة بالفن يتمَّ تكريم الأميرُ بدر بن عبدالمحسن في أمسية شعرية عالمية، وأن يكون الرمز الفني محمد عبده مصاحبًا لها تحت مبادرة «تكريم الفن السعودي». العلاقة الفنية الوطيدة والخالدة التي جمعتهما لم تكن على مستوى الأعمال الغنائية الطربية فحسب، بل كان للأغنية الوطنية نصيب، حيث يستلهم السعوديون قصصَ النجاح والكفاح من الأغنية الوطنية «فوق هام السحب»، تلك الأغنية التي وُلدت لتكون نرجسية السعوديين في عزتهم والشموخ عن إنفسهم، حيث تجسد في كل ذكرى مناسبة وطنية فرحًا وبهجة، وفي كل ذكرى انتصار لهذا الوطن الغالي، وكلمات عميقة ومؤثرة ولدت عام 1986، وكانت المناسبة افتتاح استاد الملك فهد الرياضي، حيث وُلدت لتعيش وتحيا وتكبر، وتتناقلها الأجيال بفخر واعتزاز. «البدر» حين يلتقي مع «فنان العرب» يمنح للمتلقي والمستمع إحساسًا داخليًّا عميقًا بأنه يدخل في لعبة تحدٍّ طربية لا تنتهي، هذا التألق الغنائي الواضح في تجربة الاثنين، التي امتدَّت لسنوات طويلة بين أي أغنية تخلد باسميهما. وفي القصصية التي كانت حاضرة في أذهان الذائقة الفنية العربية، تبرز العديد من القصائد المغناة، من بينها أغنية «أبعتذر» التي أصبحت ملازمة لفنان العرب في كل مرة يستذكر فيها إبداعهما، وربما تُعد هي الأبرز بين الأعمال الغنائية القصصية السعودية، لما فيها من معاني الاعتذار بين المحبين، واللحن المنفرد الذي بقي شاهدًا على الغناء والقصيد في الأغنية السعودية. التجارب بينهما كانت تأكيدًا على النجاح الذي حققاه معًا وقبل نهاية فترة السبعينيات، حيث تكرست بينهما الأعمال الغنائية المميزة، من بينها: «الرسايل»، التي قدَّمها محمد عبده على مسارح مصر في منتصف السبعينيات، ثم قدَّمها على مسرح التلفزيون بالرياض في تلك الفترة، لتتواصل الأعمال الغنائية بينهما محققين نجاحًا وانتشارًا بالساحة الفنية. من «رماد المصابيح» ظاهرة من الإبداع الغنائي