طالبت الجامعة العربية باستحداث آلية أممية وعربية للتنسيق المشترك، وتعزيز التعاون بين الجامعة والأممالمتحدة، لحل الأزمة في ليبيا. وجدد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، دعوته إلى الوقف الفوري للقتال الدائر حول العاصمة الليبية طرابلس وعودة الأطراف الليبية إلى الانخراط في المسار السياسي، الذي ترعاه الأممالمتحدة للتوصل إلى تسوية شاملة ودائمة للأزمة الليبية، فيما عقدت الجامعة العربية أمس اجتماعاً لبحث الأزمة الليبية، حيث قاربت العمليات العسكرية على الدخول في شهرها السابع. وأكد مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة أنه لا يوجد أي حل عسكري للوضع الليبي، وأن التسوية السياسية هي السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة الراهنة في البلاد. وأوضح المصدر لوسائل إعلام مصرية أن الجامعة تعمل على تكثيف جهودها، التي ترتكز على قرار أخير صدر بالإجماع على المستوى الوزاري في 10 سبتمبر الماضي، بغية التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار واستئناف المسار السياسي الذي يفضي إلى توحيد المؤسسات الليبية واستكمال بقية الاستحقاقات الأمنية والسياسية والدستورية التي تمهد لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية لتتويج مرحلة انتقالية في البلاد. ويجري أبو الغيط سلسلة من المشاورات مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في هذا الاتجاه، ووجه له خطاباً رسمياً يطلب فيه استحداث آلية متقدمة لتعزيز التعاون بين الجامعة والأممالمتحدة، على نحو يمكن الأممالمتحدة من دعم الجامعة في ممارسة مسؤولياتها تجاه ليبيا ويعزز كذلك من الدعم العربي للجهد الذي يقوم به المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة. وذكر المصدر أنه يجري الآن التشاور حول الترتيبات المقترحة لإقامة هذه الآلية المشتركة، خاصة بعد أن أقدم غوتيريس على عرض خطاب أبو الغيط على مجلس الأمن، موضحاً أن هذا التحرك يأتي في الوقت الذي تبقى فيه الجامعة ملتزمة بمواصلة تعاونها مع بقية شركائها المعنيين بالشأن الليبي، بما في ذلك في إطار المجموعة الرباعية التي تجمعها بالأممالمتحدة والاتحادين الأوروبي والإفريقي، وكذا في سياق مسار برلين الذي ترعاه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.