قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن بلاده تدرس عواقب تسليم نظام الدفاع الصاروخي الروسي إس-400 إلى تركيا، موكداً ان إدارة الرئيس دونالد ترامب تستعد لفرض عقوبات على انقرة. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية عن بومبيو، أن القانون يتطلب فرض عقوبات، مؤكداً أن بلاده ستلتزم بهذا القانون، مشدداً على أن القانون الأميركي يفرض عقوبات ضد الدول التي تعقد صفقات لشراء أسلحة الدفاع الروسية. يأتي ذلك فيما قالت وزارة الدفاع التركية إن طائرتي شحن روسيتين هبطتا في مطار بالقرب من العاصمة أنقرة، لمواصلة روسيا تسليم أجزاء من منظومة الدفاع الصاروخي إس-400 إلى تركيا في تحد للاعتراضات الأميركية. وقالت الوزارة على حسابها على موقع "تويتر" إن الطائرتين الأخريين وصلتا إلى قاعدة مورتد الجوية، لنقل أجزاء المنظومة الروسية الصنع لليوم الرابع على التوالي. يذكر أن الولاياتالمتحدة حذرت تركيا مراراً من فرض عقوبات عليها، العضو في الناتو واستبعادها من برنامج الطائرة المقاتلة من طراز إف-35 الشبح إذا لم تتخل أنقرة عن شراء المنظومة الدفاعية. بدورها قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إن تركيا ربما تواجه سلسلة من العقوبات الأمريكية بعد استلامها الأجزاء الأولى من نظام الدفاع الصاروخي الروسي "إس 400″، الأمر الذي يتعارض مع مشاركتها في برنامج تصنيع المقاتلات "إف-35". ورجحت المجلة أن تشمل العقوبات حظر إصدار التأشيرات للأتراك، وفرض قيود على صادرات الأسلحة التركية. وأضافت المجلة أن الدول أعضاء برنامج تصنيع المقاتلات "إف-35″، الذي تزيد تكلفته عن تريليون دولار وتمثل الدول المشاركة فيه 46% من الاقتصاد العالمي، تحصل على مكاسب اقتصادية كبيرة مقابل المشاركة. وأشارت المجلة إلى استلام تركيا الأجزاء الأولى من نظام الدفاع الصاروخي الروسي "إس 400″، الذي ترى واشنطن أنه يتعارض مع مشاركة تركيا في تحالف تصنيع المقاتلات "إف-35". ونوهت المجلة إلى قرار وزارة الدفاع الأمريكية تعليق تدريب الطيارين الأتراك على مقاتلات "إف-35" بقاعدة لوك الجوية بولاية أريزونا، ويهدد الكونجرس الأمريكي بطرد تركيا تماماً من البرنامج. وقالت المجلة إن السيناريو الأسوأ لتركيا هو فرض عقوبات مختلفة عليها من قبل الولاياتالمتحدة بموجب قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات، موضحة أن العقوبات الأمريكية ستشمل رفض التأشيرات، وفرض قيود على صادرات الأسلحة التركية، وحظر الوصول إلى المؤسسات المالية الأمريكية. وأوضحت المجلة أن تركيا تعتمد بشكل كبير على تحالف تصنيع المقاتلة "إف-35″؛ لأنه يوفر عددا من أجزاء الطائرة. وأضافت أن أنقرة ستعاني خسائر كبيرة إذا استبعدت من البرنامج نهائياً. وعلى الرغم من أن وزارة الدفاع الأمريكية ترى أن العثور على موردين محليين لحل محل تركيا سيتسبب في تأخير تصنيع المقاتلة، فخطوط الإنتاج التركية لن تتحمل خسارة قيمتها 12 مليار دولار. وقالت المجلة إن المقاتلات الحديثة تتطلب الآلاف من المكونات الفرعية المستمدة من العديد من التقنيات المختلفة.