"محاكمة" اخترناه عنوانًا لهذه الصفحة، التي نحاكم فيها إدارات أندية دوري المحترفين، والدرجة الأولى، وكذلك بعض البرامج الرياضية المثيرة للجدل؛ ليتضح للقارئ والمتابع ما لهذه الإدارات والبرامج وما عليها. قُضاتنا مجموعة من الخبراء والمختصين، يمتلك كلٌ منهم تاريخًا كبيرًا، يؤهله ليكون قاضيًا في مجاله. يقدمون تحليلاً وتقييماً شاملاً لعمل كل إدارة وبرنامج؛ سواء بالسلب أو الإيجاب، وذلك بشفافية مطلقة. اليوم نحاكم إدارة نادي الباطن، برئاسة ناصر الهويدي، الذي تم التجديد له لقيادة السماوي 4 مواسم قادمة، ورغم اجتهاد الإدارة إلا أن الفريق في النهاية هبط لمصاف الدرجة الأولى .. فإلى التفاصيل : إدارياً : أكد الدكتور مدني رحيمي أن الجانب الإداري في نادي الباطن، كان مقنعًا للغاية بعد أن استطاع الفريق الصعود إلى دوري المحترفين وتقديم سنة أولى مميزة، وتمكن في فترة وجيزة التغلب على أندية الكبار، ولكن في الموسم المنصرم، كانت هناك أسباب غير إدارية، أسهمت في تراجع المستوى، وتعود بشكل كبير للجانب الفني. ولكن هنا علينا أن نشكر الإدارة على ماقدمته من عمل كبير، والسير وفق منظومة وعمل مؤسساتي من خلال التعاقدات، وتسليم الرواتب في أوقاتها والابتعاد عن الجدال والإشكاليات داخل النادي، وفي مختلف وسائل الإعلام، فقد تفرغت لتوفير البيئة الناجحة للاعبين والجهاز الفني. البداية كانت مميزة ولكن الفريق افتقد للخبرة كثيرا، في ظل تواجد أندية قوية ومدعمة بلاعبين مؤثرين على مستوى المحليين والأجانب ومن هنا نقول : إن الإدارة عملت واجتهدت وقدمت كل مابوسعها، ولكن الأخطاء كانت تتمثل بشكل كبير في الجوانب الفنية.
فنيا : المدرب الوطني عبدالعزيز العودة، يرى أن العمل الفني في نادي الباطن، كان جيد جدا، على الرغم من هبوط النادي إلى الدرجة الأولى، من خلال عمل المدرب واللاعبين داخل الملعب، ولكن كانت هناك ظروف وأسباب واضحة أسهمت في تراجع الفريق بسلم الترتيب؛ خاصة في دوري كاس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، ومن أبرزها تواجد الفريق في منطقة نائية بعيدة عن كرة القدم، بالإضافة إلى قلة الخبرة وأيضا قرار السماح بجلب 8 لاعبين محترفين في الدوري، جعل الفريق يواجه صعوبة في مجاراة الأندية الكبيرة والمتوسطة كما أن المباراة الأخيرة للفريق، أمام بطل الدوري النصر، قدم فيها السماوي مستوى فنيا أكثر من رائع، ولكن الأخطاء التحكيمية أثرت بشكل كبيرعلى مجريات اللقاء، لذا يجب على الإدارة القيام بعمل كبير والمحافظة على اللاعبين الحاليين، مع تدعيمهم بنجوم آخرين ليصعد مجددا، ومن ثم يعمل على تصحيح الأخطاء السابقة التي تسببت في هبوطه.
إعلاميا : رأى الإعلامي محمد الجليحي أن التعاطي الإعلامي من نادي الباطن كان جيداً نوعاً ما، على الرغم من سلبية المستويات الفنية، والأخطاء الإدارية وأكد أنه كان يؤخذ على المركز الإعلامي بنادي الباطن، عدم التفاعل المستمر مقارنةً مع المواسم الماضية حيث إن الزملاء في المركز الإعلامي يبذلون ما في وسعهم، ويعملون وفق الإمكانات المتاحة ولم يُقصروا، لكن هناك ميزة لم تُستغل في الأندية غير الجماهيرية حيث لا يكون عليها ضغوط إعلامية؛ لذا فهي تحاول أن تتميز، وتبتكر حلولا وإبداعات أخرى للتواصل مع الإعلام، أو الجماهير فمثل هذه الخطوة، لا يمكن تطبيقها في الأندية الجماهيرية، لأن كل خطأ يكون تحت الميكرسكوب دائما ويُحسب ضدها.
قانونيا : قال المحامي القانوني الدكتور عمر الخولي : إن إدارة نادي الباطن نجحت في الموسم الماضي من الجانب القانوني بالحفاظ على حقوق النادي، وعدم تعرضه لعقوبات من خلال تسيير النادي إلى الطريق الصحيح حيث كانت الإدارة محتاطة ومميزة في التعامل مع الأمور القانونية، ولكن يفضل أن تعمل مستقبلا على الاهتمام بشكل أكبر بالتعاقد مع لجنة قانونية لدراسة كافل العقود بالشكل القانوني السليم، لتتفرغ الإدارة لأمورها التنفيذية الإدارية بشكل أفضل مشيرا إلى أن الموسم الماضي، شاهدنا هناك قضية وصلت إلى الفيفا، والمتعلقة بهروب المهاجم البرازيلي؛ بحجة عدم استلامه لراتب شهرين وهنا في الأساس يجب أن نقول : إن المشكلة تتعلق في الإدارة ولجنة الاحتراف بالنادي وليست قانونية بحتة.
لقراءة المحاكمة السابقة لإدارة نادي الرائد .. اضغط هنا