"محاكمة" اخترناه عنوانًا لهذه الصفحة، التي نحاكم فيها إدارات أندية دوري المحترفين، والدرجة الأولى، وكذلك بعض البرامج الرياضية المثيرة للجدل؛ ليتضح للقارئ والمتابع، ما لهذه الإدارات والبرامج، وما عليها. قُضاتنا مجموعة من الخبراء والمختصين، يمتلك كلٌ منهم تاريخًا كبيرًا، يؤهله ليكون قاضيًا في مجاله. يقدمون تحليلاً وتقييماً شاملاً لعمل كل إدارة وبرنامج؛ سواء بالسلب أو الإيجاب، وذلك بشفافية مطلقة، اليوم نحاكم إدارة نادي أحد، برئاسة سعود الحربي. والتي قدم فريقها موسمًا مخيبا للآمال، هبط على إثره إلى دوري الدرجة الأولى؛ بعدما تذيل سلم ترتيب دوري المحترفين .. فإلى التفاصيل: إدارياً : رأى بدر حامد الجابري، أنه لابد من شكر إدارة سعود الحربي على الفترة التي قضاها في رئاسة النادي، ولكن هناك أخطاء واضحة وقعت في إدارته على مدار موسمين؛ منها قلة الخبرة في التعامل مع دوري المحترفين، الذي يختلف تمامًا عن دوري الدرجة الأولى. فالقرارات في النادي والصلاحيات تتخذ من قبل الرئيس والمشرف العام على الفريق فقط، دون استشارة المدرب، أو أي عضو في إدارة النادي، ويتم إصدار القرارات بعشوائية، دون دراسة وتخطيط، فإدارة سعود الحربي لم تتعلم من أخطاء الموسم قبل الماضي. من وجهة نظري لو تم التعاقد مع مدرب وطني، لنجح أكثر من غيره، فمن وجهة نظري أن المدرب عبدالوهاب الدوكالي الحربي، كان الأنسب والأفضل خصوصاً، أنه يعرف النادي بشكل أكثر من ممتاز. جمهور المدينةالمنورة، المحب والعاشق لكرة القدم، كان يًمني النفس بوجود فريق يجعل للمدينة المنورة اسمًا في دوري المحترفين؛ لذا كان يجب على سعود الحربي وضع أشخاص ذوي شهادات متخصصة في المجال الرياضي، فلا يمكن أن يكون المشرف العام هو من يختار المدربين واللاعبين الأجانب والمحليين. فالعمل الاداري الناجح لايتم إلا بالكفاءة والخبرة والتخصص، وعدم التداخل في أعمال أعضاء النادي، وأن لاتتم المجاملة على حساب الكيان الأحد. فنيا : المدرب الوطني نايف الحربي أكد أن اختيار المحترفين الأجانب، واللاعبين المحليين، لم يكن موفقًا من جانب إدارة نادي أحد؛ بالرغم من الدعم الكبير الذي حصلت عليه الإدارة الأحدية، من قبل هيئة الرياضة؛ لأن من تعهد إليه مهمة التعاقد مع اللاعبين سواء كانوا أجانب أو محليين، لايمتلك المؤهلات الفنية الكافية لاختيار العناصر الأجنبية، والمحلية التي تخدم الفريق. فإدارة الحربي، لم تتعلم من تجربة الموسم السابق، وواصلت ارتكاب نفس الأخطاء، وكانت النتيجة، والمحصلة هبوطا مستحقا للفريق. فالمغربي زهير لعروبي، والسوري تامر الحاج، والغاني كارلوس أوهين، والبوسني سيبوفيتش، والثلاثي البرازيلي سوزا، وسانتانا، وريبامار، جميعهم غادروا الفريق خلال الانتقالات الشتوية، واكتفت الإدارة بالإبقاء على الكاميروني ديكو أدولف. كذلك.. التعاقدات المحلية لم تكن مجدية، ولم تضف للفريق؛ كصفقة اللاعب نايف هزازي، الذي لم يلعب سوى دقائق معدودة والثنائي إسماعيل مغربي، و فهد حمد اللذين أنهت الإدارة عقديهما قبل انتهائهما. مثل هذه التغييرات الكبيرة في اللاعبين تولد حالة من عدم الاستقرار الفني، الذي ينعكس سلبيا على الفريق، في إشارة واضحة، إلى أن هناك استراتيجية عمل خاطئة، أو معدومة، ساهمت في هبوط الفريق. إعلاميا : قال الإعلامي مبارك الشهري : هناك العديد من المسببات التي ساهمت بشكل مباشر في هبوط نادي أحد إلى مصاف دوري الدرجة الأولى؛ بداية من فترة الإعداد قبيل انطلاقة الموسم، التي لم يستغلها الجهاز الفني والإداري بالشكل المطلوب، حيث كان الإعداد لفريق اعتاد المنافسة في الدرجة الأولى، وليس المنافسة على البقاء في دوري المحترفين، ناهيك أن المعسكر لم يشهد اكتمال صفوف الفريق إضافة إلى أن مكان إقامة المعسكر في (العقبة) لم يساعد على خوض مباريات ودية قوية، خصوصاً وأن الفريق استقبل مجموعة لاعبين يلعبون مع بعضهم البعض لأول مرة؛ فلذلك لاحظ الجميع عدم انسجام لاعبي الفريق في أولى جولات الدوري، على الرغم من وجود مدرب كبير مثل السيد فرانسيسكو آرسي، الذي كانت إقالته من أهم أسباب الهبوط . كما أن من أسباب الهبوط الأحدي، هو عدم كسب النقاط من الأندية التي تتساوى معه في المستوى والمنافسة على الهروب من الهبوط. وهناك قصور شديد من الإعلام الأحدي، لأنه لا الإدارة ولا المركز الإعلامي نجحا في تحشيد جماهير المدينةالمنورة خلف الفريق؛ مثلما حدث مع الاتحاد ، وهو كذلك ظل يعاني من خطر الهبوط حتى الرمق الأخير من دوري المحترفين. قانونيا : القانوني الرياضي والمحكم، عبد الرحمن مساعد المحمدي، أكد أن إدارة سعود الحربي بذلت ما في وسعها خلال الفترة التي قضتها في سدة النادي. ولكن هناك أخطاء وقعت فيها إدارته لموسمين على التوالي؛ منها عدم توفير بيئة عمل احترافية جاذبه وواضحة لرجال أعمال المدينةالمنورة، لدعم النادي مالياً وتسوقياً ، وكل الأمل في مجلس الإدارة الجديد في أن يعيد للجبل الأحدي الهيبة والمكان المناسب. فالقرارات في النادي والصلاحيات كانت تتخذ من قبل الرئيس والمشرف العام على الفريق فقط، والقرارات شاب معظمها العشوائية وتمت بدون دراسة وتخطيط. فمثلاً .. لنا أن نسأل عن الكم الكبير من التعاقدات مع لاعبين أجانب ومحليين، ثم الاستغناء عن معظمهم.. فهل تم غلق هذه الملفات بشكل قانوني، وتسديد مستحقات هؤلاء اللاعبين، أم سنفاجأ بعدد من القضايا يطل برأسه من هؤلاء اللاعبين، ضد الإدارة الجديدة للنادي. مع أن بعضهم لم يلعب سوى مباراة مثل مؤمن زكريا، والبعض لم يلعب نهائياً مثل البرازيلي أليكس ليما.
لقراءة المحاكمة السابقة لإدارة نادي الإتحاد .. اضغط هنا