تونس السماء الزرقاء والهواء النقي، البحر والصحراء، ومزيج الحاضر بالماضي قصة بلد يتحدث الكل عن جماله ويحتضن حضارات تاريخية وثقافية تعاقبت عليها عبر العصور أضفت عليها رونقاً جميلاً تتباهى به وهي التي أنعم الله عليها بمناظر خلابة من شمالها إلى جنوبها تجعل منها بلداً سياحياً بامتياز. ولا تقتصر السياحة في تونس على التمتع بالبحر والشمس وبجولات صحراوية يعيش فيها السائح رحلة أشبه بالخيال فلتونس مقومات سياحية أخرى تجعلها تتميز عن باقي البلدان فلكل جهة خصوصيتها وميزاتها في الطبخ والصناعات التقليدية والطراز المعماري المميز فنابل وجربة تتميزان بصناعة الفخار أما الزينة والسجاد فقد اشتهرت بهما مدينة القيروان عاصمة الاغالبة، والزائر لهذه المدن التونسية و غيرها يشتم عبق الحضارات التي مرت بها و يتحسس ما تركه السابقون من فنون و صناعات. أما المطبخ التونسي فهو متميز يعكس الثقافة العربية البربرية الأصيلة أسلوب طبخ مستمد من التقاليد العربية للشعب التونسي و هو خلاصة ثقافات متعددة بونيقية بربرية عربية حيث تمتاز تونس بأكلات كالكسكي و الحلويات و المقروض وتلك التي تعتمد على زيت الزيتون و لحم الضان و الأسماك. وقد شهدت تونس في السنوات الأخيرة إقبالاً على السياحة العلاجية وهي المداواة بمياه البحر وبالمياه المعدنية بفضل العيون والينابيع التي تمتد من شمالها إلى جنوبها وهي التي يتم استغلالها منذ القدم في حمامات، كما وأنها بفضل خبرتها وتفردها بهذا النوع من العلاج و الاستشفاء احتلت مراكز متقدمة في هذا المجال وما على الراغب في التمتع بالسياحة الاستشفائية سوى التوجه للمنتجعات العلاجية كحمام بورقيبة وبنزرت أو زيارة الجنوب التونسي على غرار الحامة بولاية قابس . القادم إلى تونس أينما حل يجد ضالته فكيف لا وهو في بلد تتنوع فيه مقومات الجذب السياحي بمناخه المتوسط والمعتدل وشمسه المشرقة وطبيعة أرضه المميزة فالراغب في الاستمتاع بالبحر والسواحل أينما توجه يجد سواحل يبلغ طولها 1300 كلم على مياه البحر الأبيض المتوسط ومجهزة بمرافق وخدمات سياحية متطورة أما المغرم بالتاريخ و الحضارات فالمتاحف متعددة ولا تخلو مدينة منها ولعل أبرزها متحف باردو وهو قبلة كل السياح أو التمتع بزيارة جامع عقبة بن نافع بالقيروان أو سيدي بوسعيد التي تتميز بمعمارها الفريد فضلاً عن توزع المناطق الأثرية الرومانية على عدد كبير من المدن أهمها المسارح الرومانية بقرطاج في الضاحية الشمالية للعاصمة و الجم بالساحل الشرقي …جمال طبيعي و مخزون ثقافي وحضاري تحرص تونس التي تهدف إلى جذب 9 ملايين سائح خلال السنة الحالية إلى تعزيزه بمقومات أخرى فوزارة السياحة و الصناعات التقليدية التونسية تعكف وفي إطار التعاون مع الاتحاد الأوروبي إلى إعداد مشروع جديد يحمل اسم «تونس وجهتنا» يستهدف تثمين جملة من العناصر منها متحف قرطاج و الصناعات التقليدية بالإضافة إلى التشجيع على أنجاز المشاريع السياحية في المناطق الداخلية . ولعلنا نقف أمام تجربة مميزة بدأتها الصحفية التونسية الشابة سناء بوغمادة تريد من خلالها تصوير جمال تونس بمدنها وعاداتها وتقاليدها و تاريخها وحضاراتها ليرى العالم ما حبا به الله هذا البلد من جمال. تقول سناء :» أريد من خلال الفديوهات التي أصورها وعبر قناتي على اليوتيوب» تونس بعيوني «ان أتحدث عن تونس الجميلة ، كل مكان فيها يروي قصة ويخلد تاريخاً واستخدمت الميديا الحديثة في تصوير كل الأماكن التي أزورها لأشجع السياح على زيارتها.» تجربة سناء وحلمها هو حلم كل تونسي يرى أن بلده يمكن أن يكون قطباً سياحياً هاماً ورغم أن وزارة السياحة التونسية كشفت عن ارتفاع أعداد السياح الوافدين إلى تونس خلال الربع الأول من العام الحالي إلى نحو مليون و592 ألف سائح، وهو ما يمثل زيادة قُدّرت بنحو 17.4 في المائة مقارنة مع النتائج المسجلة خلال الفترة ذاتها من السنة الماضية كما أن وزير السياحة التونسي روني الطرابلسي أشار أيضاً إلى الإقبال المهم الذي شهدته الأسواق الأوروبية التقليدية على السياحة في تونس وتنامي طلبات وكالات السفر على الوجهة التونسية ورغم تحسن هذه الأرقام إلا أن ذلك لا يفي تونس عروس المتوسط حقها. و في انتظار أن يتحقق الحلم بأن تكون تونس وجهة سياحية عالمية …تبقى عروس المتوسط متجملة على الدوام.