منذ الازل والفنون ترتبط ببعضها شكلاً وموضوعاً ولعلنا نتحدث تحديداً عن الشعر وارتباطه بالموسيقى وما أوجده من ثنائيات في ذات العمل وكذلك في الطريقة التي يؤدى بها وفي الشخصيات ايضاً. لنجد أنفسنا أمام تساؤل أيهما يأخذ بيد الآخر المطرب أم الشاعر والحقيقة ان لكل منهما نصيب.لكن تبقى الأغنية هي الإبن البار الذي يأخذ بيد القصيدة في الغالب. يذكر المؤرخ المصري حنفي المحلاوي كيف أن السيدة ام كلثوم أخذت بيد مايقارب من مائتي شاعر أو اكثر إلى عالم الشهرة مع أن بعضهم لم تغنى له الا قصيدة او اثنتين. لكن هناك مانسميه بالثنائيات والتجانس بين الارواح قبل ان يكون في العمل. كما حدث بين سيدة الغناء العربي والشاعر المترجم.فمع أن كوكب الشرق غنت للكثير من الشعراء من مصر وخارج مصر وكذلك من شعراء العصر العباسي. الا أن ثنائياتها مع الشاعر احمد رامي كانت ابرز ماقدماه إذ غنت السيدة ام كلثوم اكثر من مئة أغنية كتبها احمد رامي حتى اصبح يلحظ في قصائده العشق الخفي ل (الست) وكانت تؤدي اغانيه بالذات بكل ابداع وتفرد. وبإحساس غير عادي. وهو نفس الأمر الذي حصل بين الفنانة فيروز والشاعر الملحن والموسيقار الكبير عاصي الرحباني. وكل التفاصيل التى ادت الى تقارب غير مسبوق انتهى بزواجهما ليسجلا بذلك ثنائيا صنع من الأغنية شاعراً عاشقا تصاعدت احلامه لتصبح هماً ينزف من أجله وينثر له الدمع والحبر معاً وتعزف له اجمل مقطوعه في ليلة زفافه على فنانته المفضلة. وفي الخليج تحديداً ومع احترامي لكل من اثروا تراثنا الفني عبر التاريخ. إلا أنه لم يبرز اي مطرب في زمن ماقبل طلال ومحمد عبده ممن يقدم الأغنية الحديثة التي تستخدم فيها الات الموسيقى الغير تقليديه أسوةً بفناني بعض البلدان العربية كمصر ولبنان والعراق ومن يؤدي بنفس الإستمرارية وذات الجودة. مما أضطر بعض الشعراء ان يغني قصائده بنفسه كي يصل لجمهوره فظهر هناك مجموعة من المطربين الشعراء يكتبون القصيدة ومن ثم يغنوها ليحصدوا الانتشار. أمثال الشاعر المطرب مفرح الضمني والشاعر معنى البقمي. وغيرهم الكثير. ربما لعدم وجود وسيلة أخرى كالصحف التي تعنى بالأدب الشعبي وربما لكون الفن يختصر الطريق. لكن ذلك لم يمنع الشاعر علي القحطاني الذي سلك طريقا مختلفا عن من ذكرنا فبدل ان يغني قصائده بمفرده شكل مع الفنان الشعبي فتى الشرقية ثنائية كانت الاروع والاجمل في تلك الفترة.فكتب علي القحطاني اكثر من 80 ٪ من اغاني عيسى الأحسائي ليصدحان معاً ب(زمانك لو صفا لك يوم) وحلقا سوياً ب(طير ياطاير وعندك جناحين) والعديد من الاعمال الجميلة. ليرتبط اسم الشاعر والمطرب ببعضهما وعطفاً على كل ماسبق اعتقد ان الفنان عيسى الأحسائي هو من أخذ بيد شاعر الجزيرة رغم شاعريته المتفوقه على اقرانه فالمستمع في تلك الحقبة ماكان ليعرف علي القحطاني لولم يغنيها الاحسائي وهذا ما يجعلني أؤمن بأن الفنان هو صاحب الفضل على الشاعر خاصةً في ماقبل ظهور المجلات الشعبية. ومابعدها من برامج اعلامية وصولاً للإعلام الحديث والسوشل ميديا. نزف.. يا أعذب الحب عشتك انا مره واهديت لك قلب ورديت لي جمرة جمرة غضا.