وصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث، إلى العاصمة اليمنية صنعاء للاجتماع بقيادات في مليشيا الحوثي الانقلابية بعد تأجيل اللقاء عدة مرات، في مسعى لإنقاذ اتفاق ستوكهولم. ويبحث المبعوث الأممي، يرافقه الجنرال مايكل لوليسجارد، رئيس لجنة إعادة الانتشار في الحديدة، مع قادة المليشيا تطبيق المرحلة الأولى من خطة إعادة الانتشار، والتي تتضمن موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى والمناطق المرتبطة بالمرافق الإنسانية.ويقود مارتن جريفيث محاولة قد تكون الأخيرة لإنقاذ اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة، وذلك قبيل تقديمه إحاطة جديدة أمام مجلس الأمن، منتصف أبريل الجاري. ونقلت وسائل اعلام يمينة عن مصدر في مكتب المبعوث الأممي إن زيارة جريفيث إلى صنعاء، تأتي في إطار جولة إقليمية دشنها من الرياض. وعلى الرغم من التعنت الحوثي، فإن الحكومة الشرعية وافقت على تعديلات بالخطة الأممية للانسحاب، تقضي بنشر مراقبين دوليين في ميناءي الصليف ورأس عيسى وتأجيل النقاش حول هوية القوات المحلية إلى المرحلة الثانية من خطة الانتشار. فيما تواصل المليشيا الانقلابية التعنت في تنفيذ الاتفاق الذي ترعاه الأممالمتحدة، وبالتزامن مع ضغط دولي يدعوها لتنفيذه، صعدت المليشيا الانقلابية عسكريا بشن هجمات عسكرية مختلفة جنوب الحديدة. في غضون ذلك شنت مقاتلات التحالف العربي، سلسلة غارات استهدفت معسكرا لمليشيا الحوثي الانقلابية في صنعاء، فيما تمكنت قوات الجيش اليمني من إفشال محاولة تسلل حوثية بمحافظة حجة شمال غربي البلاد. وأفاد موقع "سبتمبر نت " التابع لوزارة الدفاع اليمنية بأن طائرات تحالف دعم الشرعية استهدفت بعدة غارات معسكر الشرطة العسكرية في ضاحية سعون شرق صنعاء. وقالت مصادر عسكرية إن الميليشيات الحوثية حولت المعسكر إلى مركز تدريبي لعناصرها، ومخزناً للأسلحة لقربه من الأحياء السكنية شرق المدينة. وكانت طائرات التحالف استهدفت في وقت سابق مخازن وورش تجميع للطائرات المسيرة في ذات المنطقة. وفى سياق متصل أحبطت قوات الجيش اليمني محاولات لتسلل عناصر من المليشيا الانقلابية نحو مواقع تابعة له في محافظة الحديدة. ونقلت قناة "العربية" عن مصدر عسكري قوله : إن عناصر مليشيا الحوثي حاولت التقدم بالقرب من مدينة الصالح ومصانع شركة إخوان ثابت ومستشفى 22 مايو شرقي الحديدة. وأضاف ذات المصدر أن مواجهات عنيفة اندلعت بين قوات الجيش اليمني وعناصر حوثية متسللة أسفرت عن تدمير مدرعة وعربة قتالية وإجبار الانقلابيين على التراجع والفرار. وتشن مليشيا الحوثي المدعومة من إيران هجمات متقطعة منذ الخميس الماضي في محاولة لاخترق دفاعات الجيش اليمني في عدة جبهات في مديريتي حيس والتحيتا وسط حشد مستمر لعناصرها وعتادها الحربي إلى جبهات الساحل الغربي التي تستقدمها من عدة مناطق. ويستهدف عناصر الحوثي بشكل مكثف الأحياء السكنية المكتظة بشارع صنعاء شرقي المدينة، والتي سبق أن حررتها قوات الجيش اليمني وتتمركز عند أطرافها. هذا فيما شهدت محافظة تعز مظاهرة جماهيرية حاشدة؛ للمطالبة باستكمال تحرير المحافظة من سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية، وإدانة أعمال العنف والانتهاكات التي طالت المدنيين. وجابت المظاهرة التي دعا لها شباب فرع التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، أحياء وشوارع مدينة تعز وصولاً إلى مقر السلطة المحلية. وأكد المتظاهرون أهمية توحيد الجهود والطاقات، لرفع الحصار عن المدينة واستكمال تحرير المحافظة من سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية. ورفع المشاركون في المظاهرة لافتات تطالب بتوحيد صفوف الجيش الوطني وسرعة استكمال تحرير المحافظة التي تعاني من حصار غاشم من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية منذ ثلاث سنوات. وندد المشاركون بأعمال العنف التي طالت المدنيين في أحياء المدينة القديمة قبل أسبوع، مطالبين بسرعة محاسبة المسؤولين المتسببين بوقوع انتهاكات لحقوق الإنسان في المدينة، ورفع الوصاية الحزبية على مؤسستي الجيش والأمن بتعز. وعبر المشاركون في المظاهرة عن رفضهم أية تشكيلات حزبية مسلحة، واستمرار مسلسل الانفلات الأمني في المدينة، مطالبين بوضع حد للانفلات الأمني وتشكيل لجنة أمنية وعسكرية مهنية لإعادة ترتيب وهيكلة القوات المسلحة والأمن بالمحافظة. وطالب بيان صادر عن المظاهرة، الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بإقالة جميع المسؤولين العسكريين والأمنيين الذين تمردوا على توجيهات محافظ المحافظة خلال الأحداث الأخيرة التي شهدتها أحياء المدينة القديمة، وفقا لتعبير البيان. وطالب البيان بإخلاء المدينة من السلاح والمظاهر المسلحة وإعادة تموضع القوات العسكرية في مواقع قتالية، وتسليم مهمة حماية الأمن الداخلي لقوات الشرطة.