أفشلت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، تنفيذ اتفاق ستوكهولم جراء تعنتها في عدم قبول تدابير إعادة الانتشار بمدينة الحديدة اليمنية، والمقدمة من رئيس لجنة إعادة الانتشار الأممية الجنرال باتريك كاميرت. ومع استمرار التعنت الحوثي، بات اتفاق الحديدة على المحك، خصوصا مع توالي خروقات وقف إطلاق النار وانقضاء المدة المحددة في اتفاق ستوكهولم للانسحاب من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى. واعلن رئيس المركز الإعلامي لألوية العمالقة بالجيش اليمني أصيل السقلدي رفض مليشيا الحوثي تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال جولتين من الاجتماعات المكثفة للجنة الأممية. وقال السقلدي في تصريحات صحفية إن آلية تنفيذ اتفاق السويد قدمت خطة لانتشار فريق مكون من 500 ضابط ارتباط يمثلون جميع الوحدات والمجاميع للطرفين، بحيث يتمكن الجميع بما فيهم الأممالمتحدة من مراقبته. وأضاف: “ترتكز مهام ضباط الارتباط على تنسيق الانسحاب ومراقبة وقف إطلاق النار، إلا أن مليشيا الحوثي لم تفتح الممرات والطرقات التي من المفترض أنها خطوة تسبق نشر ضباط الارتباط”. وتابع : “قامت المليشيا بخرق الهدنة فور سريانها، كما امتنعوا عن فتح الممرات لعبور قوافل الإغاثة الدولية بين صنعاء والحديدة رغم موافقتهم خلال أول اجتماع”. وأوضح أن مليشيا الحوثي مارست ضغوطات كبيرة على رئيس البعثة الأممية لتمرير الانسحاب الوهمي من ميناء الحديدة، الذي يقضي بتسليمه لعناصرها فيما يسمى “خفر السواحل”. وأشار إلى أن المليشيا تهربت من فتح الطرقات التي تخضع لسيطرتها واستهدفت فرق فتح الطرقات المكلفة من قِبل الجيش والمقاومة بالقذائف والرشاشات. وفى سياق متصل توقع وكيل وزارة الاعلام فياض النعمان فشل اتفاق السويد حال استمرت المليشيا الانقلابية في نهجها الزائف وتعاملها الغير مسؤول مع الاتفاق. موكداً في حديثه ل”البلاد” تمسك الشرعية بالاتفاق وحرصها على انفاذ كل إجراءات بناء الثقة قبل الخوض في التفاوض على تنفيذ القرارات الاممية وتحديدا القرار 2216 . واستهجن النعمان إصرار المليشيا على افشال الاتفاق وتفسيرها بنوده يحسب أجندتها، واستمرار رفضها فتح ممرات آمنة إنسانية، لجهة ان المليشيات لاتعتبره اولوية للتقليل من الازمة الانسانية التى تسببوا بها. بدوره قال المحلل السياسي كمال السلامي ل “لبلاد” ان كل المؤشرات تدل على أن الاتفاق سيفشل، تفسيرات وسلوك الحوثيين تهدد بنسف الاتفاق من أساسه، هم رفضوا فتح ممر إنساني، بحجة أنه من المكان غير المتفق عليه، وأن النقطة التي تصر الأممالمتحدة على فتح الممر منها تعني فتح الطريق أمام قوات التحالف إلى الميناء، كما أنهم مصرون على تسليم الميناء لعناصر تابعة لهم، وهذا بالتأكيد يخالف روح ونص اتفاق السويد. وكان وفد الحكومة قد عاد من مدينة الحديدة، امس الأول عقب إنهاء خامس اجتماعاته ضمن اللجنة الأممية، دون تحقيق نتائج جوهرية نتيجة التعنت الحوثي في تنفيذ بنود التفاهمات. عقب ذلك، سارعت الأممالمتحدة إلى تعزيز بقاء الهدنة قبل أي انهيار لوقف إطلاق النار في الحديدة وإعلان أنه لا يزال نافذا، وذلك عقب بيان صحفي، أعرب عن خيبة أمل رئيس لجنة إعادة الانتشار لعدم فتح الممرات الإنسانية على النحو المتفق عليه خلال أول اجتماع للجنة. وتسعى الأممالمتحدة من خلال مبعوثها الخاص إلى اليمن مارتن جريفيث لمناقشة إطار جديد من آلية تنفيذ اتفاق ستوكهولم، وذلك بجولة مكوكية للرئيس اليمني ومسؤولين آخرين وقيادات الانقلاب والجنرال كاميرت وليز غراندي، بحسب البيان الأممي. وردا على التلاعب الحوثي بما تم الاتفاق عليه في السويد وفرض خيارات إعادة الانتشار بحسب إرادته، قدمت الحكومة اليمنية خطة تأمين شاملة تتبع تحرير موانئ ومدينة الحديدة. وتضمنت الخطة مشاركة 8 وحدات عسكرية برية وبحرية وجوية إلى جانب 10 جهات أمنية، بدعم من التحالف العربي، تتولى مسؤولية تحقيق السيطرة الأمنية والاستخباراتية والعسكرية على مديريات ومدينة وموانئ ومطارات الحديدة. وكانت لجنة التنسيق وإعادة الانتشار قد انهت اجتماعات الجولة الثانية برئاسة باتريك كاميرت مع استمرار رفض الميليشيات الحوثية تنفيذ التزاماتها باتفاق ستوكهولم وتسليم موانئ الحديدة والانسحاب من المدينة. ويأتي هذا في الوقت الذي بعثت فيه الحكومة اليمنية والسعودية والإمارات رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، اتهمت فيها الميليشيات بعدم الالتزام بتنفيذ الاتفاق، حيث شنت الميليشيات هجمات، بما في ذلك إطلاق نيران القناصة وصواريخ باليستية، كما أقامت حواجز وحفرت خنادق في المدينة. من جانبها أعلنت الأممالمتحدة أن مبعوثها الخاص إلى اليمن، مارتن غريفثس، سيبدأ اليوم “السبت” جولة في المنطقة، تشمل العاصمة اليمنية صنعاء، وقالت أن غريفثس سيتوجه، إلى صنعاء للقاء قادة الحوثيين والجنرال الهولندي كاميرت، رئيس لجنة إعادة الانتشار. ويري مراقبون أن زيارة غريفثس قد تسهم في حلحلة بعض القضايا العالقة وتضع النقاط على حروف بنود اتفاق مختلف على تفسيرها، حيث يطرح الحوثيون تفسيرات لا تتطابق مع ما أعلن عنه في السويد. وعلى صعيد العمليات العسكرية قتل 7 عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، في عملية عسكرية واسعة شنتها قوات الجيش اليمني في أحد معاقلهم بمحافظة شبوة جنوب شرقي البلاد. ونقلت وسائل اعلام يمينة عن مصادر عسكرية ان إن قوات النخبة الشبوانية شنت حملة مداهمة على معاقل تنظيم القاعدة في قرية الهجر بمديرية مرخة التابعة لمحافظة شبوة. ووفقاً لذات المصادر فقد اسفرت المعارك التي اندلعت على بعد 80 كيلومترا من مركز عاصمة المحافظة عن مقتل أحد أفراد القوات الحكومية وإصابة 4 آخرين. وخلال الفترة الماضية، شنت قوات النخبة عدة عمليات عسكرية على معاقل القاعدة في شبوة وأبين، ما أسفر عن مقتل العشرات بينهم قيادات بارزة. ويواصل تحالف دعم الشرعية في اليمن منذ 3 أعوام تنفيذ عديد من العمليات المشتركة لمحاربة التنظيمات الإرهابية التي تتخذ من الأراضي اليمنية مقرا لها كتنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتنظيم داعش الإرهابي ومليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران.