مواصلة لخروقاتها المتكررة واستهتارها بالمنظومة الأممية، جددت مليشيا الحوثي المدعومة ايرانياً قصفها لمقر اجتماعات لجنة تنسيق إعادة الانتشار بمحافظة الحديدة، وقالت المقاومة الوطنية اليمنية، في بيان، إن مليشيا الحوثي الانقلابية قصفت بمدافع الهاون المقر الخاص بعقد اجتماعات لجنة إعادة الانتشار، التي يرأسها الجنرال الدنماركي مايكل لوسيجارد في مجمع “إخوان ثابت” في المناطق المحررة داخل مدينة الحديدة. ويأتي الاعتداء الحوثي في الوقت الذي تأجلت فيه زيارة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث إلى العاصمة صنعاء، والتي كانت تستهدف إنقاذ اتفاق ستوكهولم، الذي مر عليه قرابة 4 أشهر دون إحراز تقدم على الأرض بسبب استمرار مليشيا الحوثي في المماطلة بتنفيذ الاتفاق. وكانت مليشيا الحوثي قد زرعت العديد من العراقيل أمام تنفيذ اتفاق ستوكهولم، في الوقت الذي مارست فيه انتهاكات متكررة ضد الهدنة بمحافظة الحديدة. ويقود المبعوث الأممي إلى اليمن محاولة قد تكون الأخيرة لإنقاذ اتفاق ستوكهولم، وذلك قبيل تقديمه إحاطة جديدة أمام مجلس الأمن، منتصف أبريل الجاري. وعلى الرغم من التعنت الحوثي، فإن الحكومة الشرعية وافقت على تعديلات بالخطة الأممية للانسحاب، تقضي بنشر مراقبين دوليين في ميناءي الصليف ورأس عيسى وتأجيل النقاش حول هوية القوات المحلية إلى المرحلة الثانية من خطة الانتشار. وتواصل مليشيا الحوثي التعنت في تنفيذ الاتفاق الذي ترعاه الأممالمتحدة، وبالتزامن مع ضغط دولي يدعوها لتنفيذه، صعدت المليشيا الانقلابية عسكريا بشن هجمات عسكرية مختلفة جنوب الحديدة. وفى سياق منفصل حققت قوات الجيش اليمني، انتصارات كبيرة في جبهة مريس بمحافظة الضالع، في الوقت الذي تكبّدت فيه المليشيا الانقلابية 80 قتيلا، إثر مواجهات بين الطرفين ما زالت مستمرة. ونقل موقع “سبتمبر نت” التابع لوزارة الدفاع اليمنية عن بيان للجيش اليمني، أنها خاضت بالاشتراك مع قوات الحزام الأمني، معارك ضارية ضد مليشيا الحوثي الانقلابية، في جبهة مريس بمحافظة الضالع. وأضاف البيان أن القوات ذاتها استطاعت، خلال المواجهات، السيطرة على جبل حصن شداد الاستراتيجي والجبال المجاورة في مريس بعد تمهيد مدفعي كثيف. كما أسفرت المواجهات عن مقتل أكثر من 80 حوثيا في المواجهات التي لا تزال مستمرة. وأوضح أن مدفعية ألوية العمالقة تمكنت من تدمير 3 عربات عسكرية حوثية تحمل أفرادا وتعزيزات، مع تدمير وإعطاب دبابة وعربة بي إم بي، واستهداف وإحراق مخزن للذخائر والأسلحة للانقلابيين. هذا فيما قال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، إن الميليشيا الحوثية تقوم بغرس أفكار وقِيم طائفية في عقول الشباب من خلال تدريس الفكر الطائفي في المدارس، وإجبار الطلاب على ترديد الشعارات التي ترددها الميليشيا، الأمر الذي ينذر بكارثة حقيقية على صعيد التعايش المجتمعي. وأوضح الإرياني، خلال لقائه في برلين برئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الألماني، جايدي ينسن، أن ميليشيا الحوثي تقوم بغرس أفكار وقيم طائفية في عقول النشء من خلال تدريس الفكر العقائدي الطائفي في المدارس وإجبار الطلاب على ترديد صرخة الموت التي تعتنقها الميليشيا. مشدداً على أن ذلك “ينذر بكارثة حقيقية على صعيد التعايش المجتمعي ويتسبب في تمزيق النسيج الاجتماعي لأبناء الشعب الواحد”، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ). وقال إن اليمن يعيش أوضاعاً إنسانية صعبة منذ الانقلاب الحوثي على مؤسسات الدولة في عام 2015، وما نتج عن ذلك من تدمير للمؤسسات والبنى التحتية ونهب الموارد والأموال العامة في مناطق سيطرة الميليشيات وتحميل المواطنين أعباء مالية من خلال الجبايات الإضافية لترتفع مستويات الفقر إلى حدود غير مسبوقة.