” اليوم ممكن تقولي يا نفسي إنك سعيدة.. تشهد على صدق قولي دقات قلبي الجديدة ” أنا سعيد.. كلمة جميلة حتى في أحرفها، وعند نطقنا لها، تشعرنا ببهجة وانتعاش داخلي فيتحول كل من في الكون وما فيه إلى معالم ومظاهر للسعادة والفرح. لمن لم يكن على علم.. يتوافق تاريخ يوم العشرين من مارس مع مناسبة اليوم العالمي للسعادة.. ربما هذه المناسبة العالمية ليست معروفة للجميع، أو لعله لم يسبق لنا التركيز في أمر كهذا، فنحن في إيماننا بمشاعر السعادة ننقسم إلى ثلاثة فئات.. فواحدة تستهل كل سعادة تمر بها بعبارة ” اللهم أجعله خيرا، أو الله يعطينا خير هذا الفرح” وكأن الفرح نذير شؤم، أو بوابة لأتراح عدة تتعاقب بعده، وأخرى وهي الفئة التي تشعر دائماً بأنها سعيدة، وأن كل أمر في الحياة يمكن أن يكون له جانب مفرح، وأن الحياة حلوة “بس نفهمها”، تراهم دائماً مبتسمين، وترتسم في عيونهم قلوب لامعة تبشر بخير، على الرغم من نظرة المحيطين بهم، التي تحمل استفهامات واندهاش مع بعض الاستخفاف، إلا أنهم ميقنين بأن كل أمر خير، وأن السعادة مخبئة بين لحظات الحزن، أما الثالثة فلا تعرف الفرق بين مذاق هذا وذاك كلها سيان أفرحنا أم حزنا، .. وإن حزنتهم أثابكم الله، إن فرحتهم فاعلمونا، ولعلها بالرغم من حالة الركود تلك.. إلا أنها أقل ضرراً من الأولى. ما يلفت الانتباه حقيقة أن يقام يوم عالمي للسعادة، فهل الأمر خطير إلى هذه الدرجة.. هل العالم بحاجة ماسة ليوم مثله..؟ مؤكد ليست القصة ضربة حظ كما يقولون، وأن الأمر تعدى كونه عارضا ليصبح ظاهرة تتضمن تفشي الشعور باليأس والحزن والكآبة عند البعض ، ليتحول البيت والشارع والعمل إلى نقطة يتجمع فيها اليائسون وفاقدو الأمل، لتظهر مجموعة تلمّست وجود مشكلة يجب حلها، تدرك بأن كل شيء في حياة الإنسان لا يمكن أن يبقى على ما هو عليه، ويجب نشر التفاؤل وبث روح الحماس وإثارة هرمون السعادة بين الناس، ليعود العطاء والحماس وروح العمل الجميلة في أرواحنا، فنقدّم لأننا نحب وليس لأننا مجبرون.. لتكن السعادة بوابتنا للعبور نحو ما نصبوا إليه فالحياه بكل ما فيها ورغم صعابها “تسوى”.. عندما نحياها بين من نحبهم وفق ما نحب. للتواصل على تويتر وفيس بوك