أفادت الأممالمتحدة أن أكثر من 62 ألفاً نزحوا بسبب القتال حول الباغوز آخر جيب لتنظيم داعش في محافظة دير الزور، وتدفقوا على مخيم الهول في شمال شرق سوريا. وقالت المنظمة الدولية في تقرير لها أن 5200 شخصاً وصلوا إلى المخيم ما بين الخامس والسابع من مارس الحالي، مشيرة إلى توقع توافد المزيد. وجاء في التقرير أن “مخيم الهول تجاوز طاقته الاستيعابية بكثير إذ يبلغ عدد المقيمين فيه حاليا 62 ألف فرد وأكثر من 90 في المئة من الوافدين الجدد من النساء والأطفال”. ويمثل الأطفال الغالبية العظمى في المخيم، إذ أن “23 في المئة منهم دون ال12 من العمر و12 في المئة دون سن الخامسة”، وفق المنظمة. ويواجه الأطفال الفارون من قرية باغوز مصيراً غير معلوم، والذي يتطلب تدخلاً دولياً لمساعدتهم، بحسب صحيفة بيلد الألمانية. وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، إن “نهاية تنظيم داعش في سوريا اقترنت بقتال دامٍ وغارات الولاياتالمتحدة والتحالف الذي تقوده، لكن أيضا هناك آلاف الأطفال الذين فروا من آخر معاقل التنظيم (باغوز)، ويمنحون هذه النهاية بعداً آخر”. وأضافت: “ينقسم هؤلاء الأطفال لثلاثة أقسام، الأول يضم أطفال إرهابيي التنظيم الذين أتوا من أوروبا للانضمام إلى صفوفه، والثاني يضم أطفال الإرهابيين المحليين، وأخيرا أطفال أيزيديين اعتقلهم داعش برفقة عائلاتهم واتخذهم كرهائن”. ونقلت الصحيفة عن الخبير البريطاني في شؤون الإرهاب كيلي أورتن، أن “جميع هؤلاء الأطفال ينتظرهم مصير غير معلوم، وإن اختلفت درجاته حسب هويتهم”. وأوضح: “الأطفال الأيزيديون الذين استعملهم التنظيم كعبيد في بعض الأحيان، سيعودون إلى المجتمعات التي قدموا منها، أي مناطق الأقلية الأيزيدية في شمال العراق، لكن كثيرا منهم لن يتمكنوا من العثور على أهاليهم، لأن داعش قتلهم”. وتابع: “بصفة عامة، ينتظر هذه الفئة من الأطفال حياة صعبة، ومعاناة طويلة من التجربة التي عايشوها”. أما أبناء عناصر التنظيم الإرهابي الأوروبيين، فإن المطاف سينتهي بهم في دور رعاية أطفال في بلادهم الأصلية، بعد أن تطبق هذه الدول قوانينها وتنزع من الإرهابيين حق حضانة هؤلاء الأطفال، حسب أورتن. وفيما يتعلق بمصير أطفال إرهابيي تنظيم “داعش” المحليين، قال الخبير البريطاني إن “هؤلاء ينتظرهم مصير أكثر غموضا”، مضيفا: “هؤلاء الأطفال يوجدون حاليا في مخيمات النازحين التي تديرها القوات الكردية أو العراق، لكنهم لا يخضعون لبرامج تساعدهم على الاندماج في المجتمع”. وأكدت صحيفة “بيلد” ضرورة تدخل المنظمات الدولية المعنية بحقوق الأطفال، لوضع برامج لرعاية وإعادة تأهيل هؤلاء الأطفال، وإدماجهم من جديد في المجتمع.