زيارة هي الأبرز ، وترحيب هو الأروع يعد انعكاسا قويا لأهمية زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد – حفظه الله – لباكستان ، تم ترجمتها لتوقيع العديد من الاتفاقيات التى تؤكد متانة العلاقة بين البلدين ، وتأتي المشروعات المشتركة بين البلدين مؤشرا هاما فى مسيرة التنمية المشتركة بين البلدين ، فى إطار الاهتمام بزيادة سبل التعاون بين البلدين فى المجالات المختلفة. "البلاد " استطلعت آراء العديد من الخبراء فى الشأن الاقتصادى رصدوا من خلال إطلاعهم على الزيارة التاريخية ، والقفزة الهائلة التى ستشهدها مجالات التعاون المشترك أثناء الزيارة . رؤية سمو ولي العهد اقليمية مشتركة يؤكد الدكتور كريم عادل الخبير الاقتصادي أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد إلى باكستان ، خطوة هامة من مراحل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والتي تعد علاقات تاريخية ودولية وثيقة وودية للغاية ، حيث تساهم هذه الزيارة في تطوير منظومة العلاقات التجارية والثقافية والدينية والسياسية والاستراتيجية ، والتي تعتبر علاقات رائدة وقوية جداً. كما تعتبر هذه الزيارة خطوة جديدة لخلق فرص استثمارية للمملكة وتحقيق عوائد اقتصادية وأهداف استراتيجية للجانبين، إلا أنها تتضمن رسالة وأهداف ضمنية في رؤية ولي العهد، كونها ليست رؤية يسعى من خلالها إلى تحقيق نجاحات في المملكة فقط ولكنه يسعى إلى تحقيق عوائد اقتصادية للشركاء الاستراتيجيين في المنطقة حيث تساهم الاتفاقيات الموقعة في تحقيق النمو الاقتصادي في باكستان ، إضافة إلى مساهمتها في تنمية وبناء المجتمع الباكستاني في جميع المجالات الاجتماعيّة والسياسيّة، والاقتصاديّة، والثقافية، والتعليمية، والأكاديمية، ومُختلف قطاعات التّنمية. وأضاف: سيكون للاتفاقيات الناتجة عن هذه الزيارة دور وأثر في نجاح الرؤية الاستراتيجية للمملكة 2030 لما لها من عوائد استثمارية وإستراتيجية، إضافة لما ستساهم فيه من توفير الفرص للشباب لتمكينهم من لعب دور رئيس في التنميتين الاجتماعية والاقتصادية، خاصة بعد انضمام المملكة لمشروع الممر الاقتصادي بين باكستان والصين(CPEC)، والذي سيرفع التعاون بين البلدين الكبيرين إلى آفاق أرحب ومحطات أوسع وينقل اقتصاد البلدين إلى مستويات قوية ومتينة ومؤثرة على المستويين القاري والدولي. من جهتها قالت الدكتورة شيماء أحمد الخبيرة الاقتصادية إن زيارة صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان لجمهورية باكستان تعد زيارة تاريخية ، حيث نتج عنها شراكة واسعة عبر 7 اتفاقات ومذكرات تفاهم ثنائية بين البلدين تقدر ب 20 مليار دولار على مختلف الأصعدة والمجالات. وعلى المستويين العربي والاسلامي فإن المملكة تسعى في الفترة القادمة لقيادة عدد من التوسعات والتطورات التنموية على مستوى المنطقة وهى من أكبر دول الشرق الأوسط من ناحية امتلاك تلك المقومات الاقتصادية ، خاصةً مع توجهها لتصبح وجهة سياحية عالمية ساعية لاستقطاب 50 مليون سائح خلال ال15 عاما القادمة. وأضافت أن المملكة تمتلك فكرا جديدا ومستنيرا يبعث بالأمل المشرق الذي يقوده تخطيط استراتيجي سليم يهدف الى تحقيق التنمية المستدامة للجانبين في مختلف المجالات للحاق بركب العالم في ظل تحديات ومستجدات حالية والذي تدل عليه تلك الاتفاقات في أكثر المجالات حيوية وأكثر القطاعات التي بحاجة الي بعث جديد وتطوير. وتأتي هذه الاتفاقات ومذكرات التفاهم والشراكات في اطار صندوق التنمية السعودي وحكومة باكستان تتضمن اتفاقية تمويل وتوفير الزيت الخام وبعض المنتجات البترولية لباكستان، واتفاقية التعاون الفني بين الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة والهيئة الباكستانية للمواصفات وضبط الجودة، مذكرة تفاهم تمويل مشاريع توليد للطاقة الكهربائية في باكستان، مذكرة تفاهم بين الحكومتين تقدر ب 10 مليارات دولار لدراسة فرص الاستثمار في قطاعي التكرير والبتروكيماويات في باكستان متضمنة مصفاة أرامكو بالميناء الباكستاني جوادر الأكبر في العالم ، مذكرة تفاهم في قطاع الثروة المعدنية بباكستان.مذكرة تفاهم بين الجانبين بغرض تطوير مشروعات الطاقة المتجددة بباكستان ، وأخيرًا اتفاقية التعاون بمجال الرياضة. من جانبه قال محمود ياسين خبير الاقتصاد واسواق المال أن المتصفح للعلاقات السعودية الباكستانية يرى ان العلاقات بينهما تاريخية وممتدة وتعتبر العلاقات المشتركة عمقاً استراتيجياً للبلدين ، حيث شهد التاريخ الحافل بين البلدين مواقف وروابط متينة ، أضافة إلى ذلك التدريبات العسكرية التي تجريها القوات السعودية والباكستانية ، وكذلك الصناعات الدفاعية المشتركة من خلال توظيف القدرات المشتركة بما يخدم مصلحة الدولتين ، وقد ترجم البلدان هذه العلاقة المتميزة بتبادل كبير في الزيارات بين قيادات البلدين. وأضاف أن زيارة سمو ولي العهد تؤكد على قوة ومتانة هذه العلاقات بل ودخول البلدين الى مرحلة جديدة من التعاون نراها تتسم بالشمول والتنوع الاقتصادي حيث تم توقيع العديد من الاتفاقات تبلغ قيمتها الإجمالية 20 مليار دولار ، منها ثلاث مذكرات تفاهم للاستثمار في قطاعات النفط والطاقة المتجدّدة والمعادن خلال الزيارة التي قام بها ، وشملت الاتفاقيات مصفاة أرامكو في ميناء جوادر الباكستاني بقيمة 10 مليارات دولار وهي واحدة من الشاريع الكبرى في العالم . الجانب الآخر الذي يعكس ما تحظى به المملكة من مكانة وتقدير ، هو حفاوة الاستقبال حيث لم يكتفِ الباكستانيون بالترحيب من خلال استخدام لغتهم المحلية (الأوردو) ولا فقط الإنجليزية بل استخدموا اللغة العربية متداولين بذلك الكثير من الردود مع السعوديين الذين بادلوهم مشاعر الفخر والاعتزاز بالعلاقات الثنائية والأخوية التاريخية بين البلدين ، قائلين إن العلاقات بين البلدين تمثل الجسد الواحد مشيرين إلى أن العديد من الباكستانيين قد عاشوا في المملكة ولم يجدوا إلا الحب والاحترام. وبالإضافة إلى المغردين عبر حساباتهم الشخصية رحبت أيضاً جامعات باكستانية ودور علمية ودينية بزيارة الأمير محمد بن سلمان ، مؤكدين أن الزيارة تأتي لتؤكد أن للبلدين الشقيقين تاريخاً من العلاقات الأخوية والتبادلات التجارية والاستثمارية المهمة التي تصب في مصلحة البلدين.