رفض أكراد سوريا اقتراحا أميركيا بإقامة “منطقة آمنة” تحت سيطرة تركية في شمال البلاد، وفق ما أكد قيادي بارز في الإدارة الذاتية لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال ألدار خليل، الذي يعد أحد أبرز القياديين الأكراد في سوريا وأحد مهندسي الإدارة الذاتية “يمكن رسم خط فاصل بين تركيا وشمال سوريا عبر استقدام قوات تابعة للأمم المتحدة لحفظ الأمن والسلام أو الضغط على تركيا لعدم مهاجمة مناطقنا”. وأضاف “أما الخيارات الأخرى فلا يمكن القبول بها لأنها تمس سيادة سوريا وسيادة إدارتنا الذاتية”، معتبرا أن “تركيا ليست مستقلة وليست حيادية وهذا يعني أنها طرف ضمن هذا الصراع”. من جانبه أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الجيش السوري يجب أن يسيطر على شمال البلاد. وقال في تصريحات صحافية “نحن على قناعة بأن الحل الوحيد والأمثل هو نقل هذه المناطق لسيطرة الحكومة السورية وقوات الأمن السورية والهياكل الإدارية”. وتأتي هذه المواقف بعد دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إقامة “منطقة آمنة” عرضها أكثر من 30 كلم شمالي سوريا، تحت سيطرة تركية. وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد اكد إثر محادثة هاتفية مع ترامب، أن قواته ستتولى إقامة هذه المنطقة بين الحدود التركية ومواقع وحدات حماية الشعب الكردية، التي تدعمها واشنطن. ورأى خليل أن “ترامب يريد تحقيق هذه المناطق الآمنة عبر التعاون التركي، لكن أي دور لتركيا سيغير المعادلة ولن تكون المنطقة آمنة، بل على العكس تركيا هي طرف والطرف لا يمكن أن يكون ضمانا للأمان”. وهددت تركيا مرارا خلال الأشهر الماضية بشن هجوم ضد المقاتلين الأكراد في شمال سوريا. وفاقم إعلان ترامب قراره الشهر الماضي بسحب قوات بلاده من سوريا خشية الأكراد من أن يمهد ذلك لهجوم تركي واسع. وتؤكد واشنطن ضرورة حماية وحدات حماية الشعب الكردية لمشاركتها الفعالة في قتال تنظيم داعش، في حين تعتبرها أنقرة مجموعة “إرهابية” على صلة وثيقة بحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمردا ضدها على أراضيها منذ أكثر من 30 عاما. ولا تنظر تركيا بعين الرضى إلى حكم الإدارة الذاتية الذي أعلن الأكراد إقامته خلال سنوات النزاع المستمر منذ عام 2011، وتخشى من إقامتهم حكما ذاتيا قرب حدودها.