وليد الفهمي- خالد باحكم- محمد قاسم "قطرة دم واحدة "قد تكون كفيلة بإعادة شخص إلى الحياة مرة أخرى ،وانطلاقا من الأهمية الكبرى للتبرع بالدم لما له من دور كبير فى إنقاذ حياة العديد من الأشخاص ، تبنت صحيفة "البلاد" في إطار دورها التوعوي حملة من أجل حث المواطنين بالمملكة على التبرع بالدم. وخلال طرحها لقضية التوعية ، أكد عدد من المسئولين على أن التبرع بالدم ليس كونه فقط ذا بُعد إنسانى ، وإنما يحث الإسلام الحنيف على مثل هذه القيم تصديقاً للآية الكريمة "وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا " الآية 32 من سورة المائدة. في البداية قال الأستاذ سعد السحيمي من كبار مسئولى وزارة التجارة بالمدينةالمنورة إنه يود فى البداية التقدم بالشكر لجريدة "البلاد "على طرحها لهذه القضية المهمة حيث أن قضيه التبرع بالدم من القضايا التي تحتاج إلي تكثيف وتوعية لضمان وصول قناعة لدى المواطنين والمقيمين بأهمية التبرع بالدم ، مضيفا بأن الحملات التي تنظمها بنوك الدم لحث المواطنين والمقيمين على التبرع غير كافية للوصول إلى قناعة لدى المواطنين والمقيمين بالمملكة بأهمية التبرع بالدم ، حيث أن اغلب المواطنين والمقيمين لازالوا يعتقدون أن التبرع بالدم قد يسبب لهم أضرارا صحية والعكس صحيح . كما طالب من وزارة الصحة تغيير نمط حملات التبرع بالدم من الروتين العادي إلى نمط جديد يحقق الهدف الذي تسعى إليه وزارة الصحة في جمع اكبر كميه من الدم ، بحيث لا يكون هناك عجز لدى بنوك الدم. من جهته قال الأستاذ خالد الحربي من مسئولي الشركة السعودية الخليجية لحماية البيئة"سيبكو" أن قضية التبرع بالدم من القضايا الهامة التي يتمنى من وسائل الإعلام داخل المملكة تكثيف الحملات الإعلامية لحث المواطنين والمقيمين على التبرع بالدم بصورة مستمرة مع شرح فوائده ، مطالباً فى الوقت ذاته أن تضع وزارة الصحة جوائز لكل من يقوم بالتبرع بالدم خاصة الذين يتبرعون بصفة دائمة، لذا من الضروري أيضا تكثيف وسائل التوعية بأهمية التبرع بالدم. وقال الأستاذ "فهد الجابري" من مسئولي هيئة الزكاة والدخل، أن وزارة الصحة ممثلة في بنوك الدم تقوم بدور متميز في تنظيم حملات للتبرع، غير أن هذه الحملات لم تحقق أهدافها المرجوة بالصورة التي تسعى وزارة الصحة اليها، معللا ذلك بأن بنوك الدم تنظم حملات غير منتظمة للتبرع ، حيث تكون بين فترة وأخرى والمفروض أن تكون هذه الحملات مستمرة شهريا وفق جداول زمنية محددة في الأسواق و المراكز التجارية و المدارس والقطاعات الحكومية وغيرها من الأماكن التي يتجمع فيها الناس ، وتساءل الجابرى:"لماذا لا تقوم وزارة الصحة بتكثيف برامج التوعية بأهمية التبرع بالدم وان له فوائد على جسم المتبرع ، ومن الضروري أن تكون هناك جوائز تمنح للمتبرعين خاصة الذين يتبرعون بصفة مستمرة وبذلك نضمن أن بنوك الدم لا يوجد فيها أي عجز". تحفيز التبرع من جانبه قال الأستاذ عبد العزيز اللقماني من مسئولي أمانة المدينةالمنورة أن قضية التبرع بالدم قضية مهمة جدا وينبغي على المسئولين بوزارة الصحة بان يستفيدوا من هذه المبادرة التوعوية وأن تحقق الوزارة الهدف المنشود في عدم وجود عجز ببنوك الدم لذلك، يقترح على وزارة الصحة بأن تضع حوافز للمتبرعين سواء كانوا مواطنين أو أجانب وان تخصص سيارة متنقلة تتجول في الإحياء لاستقبال المتبرعين بغية الوصول للهدف المنشود. ومن جانبه قال د عبد اللطيف بن شلوه الشاماني عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية ، أن الشريعة الإسلامية المباركة أوصت أفرادها بالتكافل والتعاون وأرست دعائم الإحسان بين المسلمين ، فترسخت الأخوة بين المؤمنين وساد التعاطف والتراحم وقد ضرب النبي -صلى الله عليه وسلم – مثلًا لهذا التراحم والتعاطف والتواد بمثلٍ في منتهى العجب يغني عن رصف الكلمات وحشد العبارات وغاية في الوضوح يغني عن المطولات من الشروح حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم :"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر" متفق عليه. وأضاف "الشماني" أن الأصل المشار إليه هو الأساس عند المسلمين وفِي شريعة الإسلام وهو البذل من غير سؤال ، متسائلاً :"كيف إذا احتاج المسلم لأخيه في أمر يكون فيه صون صحته بل حفظ حياته"؟! . وتابع أن التبرع بالدم يُعد عملاً صالحاً يؤجر عليه صاحبه إذا احتسب الأجر، لأنه سبب في شفاء مريض بل قد يكون سبباً في حياة مسلم أوشك على الهلاك والموت ،مصدقاً للآية الكريمة (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً) ، إضافة إلى ما فيه من فوائد صحية واضحة ثابتة كما هو معلوم عند أهل الاختصاص بل لدى العموم. وأشار عبد اللطيف إلى أنه من الناحية الشرعية فالعلماء المحققون بينوا هذه المسألة بياناً شافياً فقالوا: "يجوز التبرع بالدم إذا كان لا يلحق ضررًا بالإنسان المتبرع، كما أنه لا حرج في طلبه من مسلم أو غيره، من أجل إنقاذ حياة المضطرين سواء مسلمين أو غير مسلمين من معصومي الدم" ، مؤكدا على أن التبرع بالدم يُعد صدقة يثقل بها ميزان العبد يوم القيامة ، ويُعظم الأجر بإذن الله إذا كانت حياة المتبرع له بالدم في خطر، لقول الله تعالى في إحياء النفس :"وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا". ترحيب مجتمعي على صعيد المجتمع حرصت (البلاد) على استطلاع " رأي المواطنين حول المبادرة ، حيث قال المعلم وليد احمد الحضرمي :"نحن نحتاج إلي تكثيف برامج التوعية بأهمية التبرع بالدم واعتقد لو نظمت وزارة الصحة حملات على المدارس بصفه مستمرة مع منح جوائز للمتبرعين من الطلاب حيث سيؤدى ذلك إلى سد العجز في بنوك الدم ". وقالت المعلمة شادية التركى :"أتمنى من وزارة الصحة أن لا يقتصر التبرع على الرجال وان تكون هناك حملات تنظم للنساء لحثهن علي التبرع بالدم أسوة بالرجال واعقد لو نفذ هذا الاقتراح سيكون هناك تفوق من النساء على الرجال للتبرع بالدم". فيما قالت المعلمة هند الحربي:"نتمنى من وزارة الصحة أن تنظم حملات تبرع علي مدارس البنات وان تكون هناك حملات توعية توضح أهمية التبرع بالدم وفوائد التبرع على الجسم سواء للرجل أو النساء" ، مضيفة أن وزارة الصحة تقوم بدور رائد في هذا المجال غير أن وسائل التوعية الإعلامية ضعيفة جدا ، مفضلة أن تخصص وزارة الصحة إعلام متخصص لبنوك الدم يتولى تنفيذ حملات إعلامية قوية وبذلك تحقق الوزارة هدفها في توفير كميات كبيرة من الدم من هنا لن يكون هناك أي عجز في بنوك الدم لتوفير أية فصيلة مهما كانت نادرة . من جانب آخر، قال عبدالعزيز العوفي مؤسس تطبيق "بدمك تقدر تنقذنى"و المدير التنفيذي لمركز الخوادم الرقمية لتقنية المعلومات بأنه تم إطلاق التطبيق في 14 مايو 2017م، بالتزامن مع اليوم العالمي للتبرع بالدم ،وتم تأسيس هذه المبادرة لتحقيق التحول الوطني الرقمي في المجال الصحي وللمساهمة في رفع نسبة التبرع بالدم التطوعية وتخفيض نسبة طلبات الدم التعويضي المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي حيث تجاوز مستخدمين البرنامج ولله الحمد و بالتزامن مع اليوم العالمي للتبرع بالدم 125 الف مستخدم من جميع مناطق المملكة العربية السعودية. وعن أهداف البرنامج وهل يطمح لإنشاء تطبيقات أخرى، أكد "العوفى"أن البرنامج يهدف إلى عدد من النقاط ومن أهمها بناء قاعدة بيانات موحدة للأفراد المتطوعين الراغبين في التبرع بالدم حسب فصيلة الدم والموقع الجغرافي و توفير خدمات هذه القاعدة لبنوك الدم و للمرضى الذين هم بحاجه لمتبرعين و توفير الجهد والوقت لمرضى الدم والكُلى وغيرها الذين يعانون من أمراض مزمنة تتطلب نقل الدم بشكل منتظم ، كما أن من أهداف التطبيق الحد من معدل الوفيات بسبب عدم كفاية إمدادات الدم مثل مضاعفات الولادة، والنزيف الحاد أثناء الولادة أو بعدها، وما إلى ذلك. وعن رؤيته عن إقبال المجتمع على التبرع وهل نقص المكافآت سبب في ذلك، أشار "العوفى " إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عزّ وجلّ سرور يدخله على مسلم، أو يكشف عنه كربة ) مضيفا بقوله : أن معظم أفراد المجتمع على وعي بالأجر العظيم الذي يلقونه من الله- سبحانه وتعالى- مقابل تبرعهم بالدم وإنقاذ حياة مريض في اشد الحاجة لمتبرعين ، ومع هذا فأننا نسعى جاهدين من خلال بطاقة مكافأت " أنا أقدر" التي تصدر مباشرة لكل مستخدم لتطبيق بدمك تقدر تنقذني على تحقيق رؤية المملكة 2030 و رفع نسبة التبرع بالدم التطوعي بتفعيل شراكة القطاع الخاص و الاستفادة من مساهماته في دعم وتحفيز المتبرعين لوجة الله. وعن كثرة طلبات التبرع بالدم عبر مواقع التواصل ، قال "العوفى" إن أغلب الطلبات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي تحتوى على بيانات المرضى من حيث الاسم الكامل و رقم الملف الطبي و تفاصيل الحالة المرضية في بعض الأحيان مما يسبب انتهاك لخصوصيتهم, ناهيك عن طلبات التبرع بالدم المنتهية أو المتوفى أصحابها والتي يتم يتداولها حتى يومنا هذا عبر تطبيق "الواتس اب" أو مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى. وعلى صعيد آخر، أعلنت وزارة الصحة عبر الإدارة العامة للتواصل والعلاقات والتوعية بالوزارة أن بنوك الدم على مستوى العالم في احتياج دائم للمتبرعين بالدم وذلك لسببين، أولهما طبيعة الدم ومكوناته، من حيث فترة التخزين، فأكياس الدم بعد التبرع يتم فصلها الى أكياس كرات دم حمراء وصلاحيتها (42)يوم، وبلازما وصلاحيتها (12شهرا) واكياس صفائح دموية صلاحيتها (5)أيام، وبناء على ذلك فإن مخزون الدم حتى في حالة عدم وجود طلب يلزم تجديده كل (42) يوما بالنسبة لكرات الدم الحمراء، وكل (5)أيام للصفائح الدموية، والسبب الثاني انه لا يتم تصنيع الدم، بل يكون الاعتماد الأساسي على التبرع بالدم، ولذلك فإن بنوك الدم في احتياج دائم للدم، والمتبرع بالدم هو المصدر الوحيد له. وقال : كما هو معلوم أن نسبة التبرع الطوعي حاليا هو حوالي (40%) من الاحتياج، فيما نسبة التبرع التعويضي من أقارب المريض (60%) من الاحتياج. وتعمل "الصحة" على تحقيق الهدف المنشود، وهو الوصول الى (100%) تبرع طوعي عام (2020م) تماشيا مع هدف منظمة الصحة العالمية. كما تعمل الوزارة مع الجهات ذات الصلة ومنسقي بنوك الدم بجميع المناطق والمحافظات على تحفيز وتشجيع ثقافة التبرع بالدم وتسهيل عملية التبرع بالدم والوصول للمتبرع بالدم عبر توفير سيارات التبرع بالدم وإقامة حملات التبرع بالدم بأماكن التجمع في الشركات والجامعات والمولات والأماكن العامة، كما تحاول "الصحة "جاهدة لتهيئة بنوك الدم لاستقبال المتبرعين بالدم، إلى جانب الدور الهام للإعلام في نشر ثقافة التبرع بالدم. وفيما بتعلق بالفصائل الأكثر شحا في الطلب والأكثر طلبا للعمليات أو الحوادث، نؤكد الوزارة أن جميع فصائل الدم مطلوب توافرها ببنوك الدم، ولكن النادر منها هي الفصائل ذات معامل ريسوس السلبي(Rh Negative) وخاصة فصيلة الدمAB- أكثر فصيلة غير شائعة ونادرة في العالم. حيث أن أقل من 1% من سكان العالم يحملون هذه الصفة، وأما الأكثر طلبا فتختلف حسب توزيع الفصائل في المجتمع وحيث ان الفصيلة(O positive) هي الأكثر إنتشارا بنسبة (47.8%) تليها الفصيلة(A positive)بنسبة (23.9) فهما أكثر فصيلتين طلبا لانها يمثلان أكثر من (70%) من المجتمع السعودي. وتشدد "الصحة" على منع التبرع بالدم سواء بمقابل مادي او مقابل هدايا عينية بناء على توصيات منظمة الصحة العالمية وتشجيعا على التبرع بالدم فمن يتبرع بالدم أكثر من (10) مرات يمنح وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة وميدالية ومن يتبرع أكثر من (50) مرة يمنح وسام الاستحقاق من الدرجة الثانية وميدالية وفقاً للمرسوم الملكي رقم 7/945/م تاريخ 23/3/1404ه و 4456/1 في 9 /6/ 1406ه والأمر الملكي 7/ب/25232 في 6 /12/ 1422ه. أما بالنسبة لدعوات الأفراد أو المجموعات للتبرع بالدم ، تؤكد "الصحة " أنها غير مسئولة عن أي تغريدات ، وتعتبرها اجتهادات شخصية من أفراد أو مجموعات هدفها المساعدة لتعويض الدم المطلوب من المريض في المستشفيات، وبعض هذه التغريدات قديم ويجري عليها إعادة تغريد أو إعادة نشر، وبعضها غير حقيقي وبهدف تتلافى تلك الدعوات غير الرسمية دشنت "الصحة" تطبيق "وتين" الإلكتروني، يخاطب المجتمع ويحفز على التبرع بالدم، ويرسل رسائل للأفراد بشكل منتظم للحث على التبرع بالدم، كما أنه يحتوى على عدد من مميزات منها تحديد مواقع بنوك الدم ومواعيد عملها، وأماكن حملات التبرع بالدم، وكذلك تحديد احتياج بنوك الدم، ولكن بشكل رسمي ومنظم عن طريق منسق بنوك الدم في كل منطقة، كما انه في بعض الحالات تتم مناقلة وحدات الدم من أقرب بنك دم تتوفر فيه الفصيلة المطلوبة.