في غمضة عين وجدنا أنفسنا على مشارف انتهاء الفصل الدراسي الأول، فلم يتبق سوى أيام قلائل ويبدأ مشوار الاختبارات، ويليه إجازة منتصف العام، ثم البدء في فصل دراسي جديد.. بكتب مناهج دراسية جديدة، لكن مهلاً..! وما أخبار تلك المناهج التي انطوت آخر صفحاتها في الأسبوع الماضي؟ لا أخفيكم فقد انتهت وفقاً لما يراه من درّسها وتبعاً لمقدار ما يملك من حياة في القابع داخله الذي يدعى ضمير.. قد يثير حديثي هذا حفيظة الكثيرين، ولكنه لم يأت إلا من ثورة في القلب أشعلتها عبارات طالبات في مرحلة حرجة كالمرحلة الثانوية، وهن يرددن أن بعض المناهج لم تنته بعد بسبب غياب المعلمة المستمر، وأن المادة سين لم نختبر فيها سوى اختبار واحد، وستقوم المعلمة لتلافي خطأها بضرب العلامة في اثنين بصرف النظر عما إذا كانت مرضية أو غير مرضية للطالبة، أما المادة صاد فمعلمتها لم تظهر للعيان سوى في أيام قلائل، إلا أن المدرسة تكفلّت مشكورة بإعطائنا العلامة كاملة، نظير عدم دراستنا للمادة، ولا يهم ما سيحدث في اختبارنا التحصيلي ولا حتى دخولنا الجامعة، فعدد المتقدمين للدراسة يكفي جداً ولا داعي أن نثقل على كاهل الجامعات بطالبات لم يتقن الاختبارت التحصيلية لأن معلماتهن لم يتقن الشعور بالمسؤولية.. قبيل برهة من الزمن كنت أظن أن هذه الفئة من البشر قد انتهت، وأن التفاني أصبح أكبر، وكنت أرقب معلمات يهرولن خلف الطالبات لتلقينهن العلم والمعرفة، وتوضيح كل ما عجزت عقولهن عن استيعابه، إلا أن التجربة خير برهان على أن الحال عند البعض لازال على ماهو عليه، وعلى المتضرر اللجوء إلى الله أن ينجي أبناءه ويختار لهم القدوة التربوية الصالحة.. استخدامي لنون النسوة ليس للحصر، فالأمر سيان على الجانبين بل قد يكون أدهى وأمر، و حمل لواء التعليم ليس بالأمر السهل، فلا يعتقد البعض أن نهاية اليوم الدراسي في ساعات أقل، وفترات الإجازة السنوية الأطول ميزات تدفع بهم إلى الالتحاق بمهنة التعليم، بل هي مكمل لما فيها من تعب نفسي وجسدي وروحي جعل لأصحابها الفضل في الدين والدنيا. للتواصل على تويتر وفيس بوك eman yahya bajunaid