قبل حقبة زمنية كان الطلوع للقمر من أكثر الأمور تطوراً، وكانت تعقد له المؤتمرات والملتقيات الصحفية، وكان يصنّف رائد هذه الرحلة كبطل ليس له مثيل، ويؤرخ اسمه لأنه أقدم على أمر غير اعتيادي، فيدّرس في مناهج التعليم وغالباً يدرج كأحد أهم أسئلة الاختبارات المدرسية، وبما أن العيش على القمر أمر مستحيل فإن زواره لم يبقوا فيه سوى برهة من الوقت ثم عادوا من حيث أتوا، محملين بمعلومات عن ذلك المكان، منها ما فيه خيبة للعشاق والشعراء الهائمين بالسهر مع القمر، ثم تقدم العالم، ولم يصبح هناك ضرورة لإرسال كائن من لحم ودم ليتفقد أحوال الرعية على سطح القمر، فليست هناك رعية غير الصخور والشقوق والحفر، إذاً أجهزة الرصد الرقمية تستطيع القيام بالمهمة على أكمل وجه. زيارة القمر والكواكب وظهور أجهزة التواصل الاجتماعي والتطور في كل مجالات الحياة والمنصات الرقمية، كل ذلك يحدث من حولك " وإنت على حطت اليد "، لا زلت تشجب وتعترض وتنهال بالوعيد على كل من سبقوك في المسير، وتنبه العالم بالخطر الزاحف نحونا من مكوكات فضائية تحمل بشر من نوع جديد لم تألفه ولا تريد أن تألفه، مع أنك مجبر على ذلك حتى لو اعترضت.. فلا تضيع الوقت في الاعتراض وأبحث عن مركبة حديثة تستطيع بها اللحاق بذلك المكوك. نعتقد أننا نتحدث بنفس اللغة عندما نخاطب الجميع، ولو ركزنا قليلاً لوجدنا علامات التعجب والاستفهام المرسومة في محيا المستمعين، نعم هي نفس الكلمات ولكنها اكتسبت لون مختلف، فأصبحت تسمى باللغة البيضاء وحتى ذاك البياض له درجات في هذه الأيام، قد يميل "للبيج" أو اللولي أو مزرقاً كالثياب المغسولة بصبغة النيلة التي كانت تستخدمها أمهاتنا. سرعة عجيبة في تقلب الأعراف والقناعات تجعلنا نجري بنفس متقطع، فقط لنكون قربهم عندما يتحولون، وكلما أدركناهم في مكان تركوه إلى آخر مختلف فسرعاتنا ليست على نفس القدر، ولا يسعنا أخذ قسط من الراحة حتى لا تكبر المسافات بيننا فيكون سؤالنا إليهم عندما نلتقي صدفة هو "من أنتم ومن أي زمن أتيتم..؟" للتواصل على تويتر وفيس بوك eman yahya bajunaid