حتى تُجمَل منازلنا نستخدم أواني مختلفة لنضع بها الزهور، وإن كانت ليست ممتلئة بزهور تعبق في المكان دائماً، وقد نستخدم زهورا بلاستيكية فقط لنريح أعيننا بالنظر إليها من حين لآخر، ونستشعر وجود رائحة عبقة من خلال الذاكرة.. إنما تقديرنا لما نحتاجه من زهور.. نوعها.. وألوانها، نحتاج فيه إلى متخصص في تنسيق الباقات ومزج الألوان، حتى نصل للهدف الأساسي الذي من أجله أقتنينا تلك الآنية.. قد يرى البعض أن الأمر لا يحتاج إلى كل هذا التركيز، وأن وضع حفنة من الزهور بألوان مختلفة يفي بالغرض، " بلاش وجع راس" من يهتم.. الأمر سيان.. فبعد يومين إن لم يكن في آخر اليوم نفسه.. ستذبل الزهور وتموت، وتلقى حدفها كسابقتها، ولن يحرك الكون ساكناً. نعم.. قد لايكون مهماً، وربما نكون أوليناه اهتماماً أكثر مما ينبغي، إلا أنني تخيلت لو فكرت في تنسيق أنيتي بنفسي.. كيف سيكون الأمر.؟! في البداية سأبحث بين الزهور ما يلائم ذوقي، ثم يجب طبعاً أن أراعي كوني لست وحدي من سيستمتع بهذا المنظر، لذا.. فذوقي وحده لا يكفي، وعالم الزهور كبير جداً، إذا الحل.. أن أضع من كل بستان زهرة لأرضي جميع الأذواق، ونستمتع جميعنا بالمنظر.. هل تخيلتم الكارثة التي ستحدث بفعلي هذا..؟ قد أحتاج إلى آنية بحجم المنزل، وقد لا تكفي أيضاً، قد أضطر إلى ترك بعض الزهور القديمة خارج الإناء، وأكتفي بتلك النادرة التي تلفت انتباه الجميع.. حتى لو لم ترقى رائحتها الطيبة إلى مستوى سابقاتها، لا يهم.. فللعين سُلطة تفوق باقي الحواس، وقد تفرض علينا أمور لا ندركها بعقولنا إلا بعد أن يصيبها الملل. تماماً كما نفعل بأنفسنا، نبحث عما يرضي أذواق الجميع لنضعه في صفاتنا وسلوكنا.. في سبيل جمع أكبر قدر من المعجبين، لنكتشف أننا أضعنا الحقيقة الجميلة التي كنا عليها بالرغم من عدم اكتمالها، إلا أن ذلك الكمال لم يكن مطلوباً، وأن النقص الذي حملناه معنا في السابق كان له معجبين من نوع خاص.. تاهوا معنا وفقدناهم بين الحشود. للتواصل على تويتر وفيس بوك eman yahya bajunaid