اليوم جاء مختلفاً باختلاف الفصول !! وكأن حبات المطر لم تغسل أعماقه !! ضاعت ملامحه في صقيع التقمص !! فلم تعد القدرة على التنبؤ بحالة الطقس التي تنتابه مهمة بسيطة!! متى ؟ كيف ؟ لماذا ؟ ينهمر .... أصبح من المستحيل الغوص في تفاصيله التي باتت ترسم عنواناً آخر !! يُحيك الهدوء بدقة والهروب بدقة أكبر !! حين يغادر يُقسم بأن لا عودة ويمضي الحب بعيداً..... وإذا به يمارس لعبة الاختباء في دروب القمر حيث السماء تمتلئ بالغيوم والنجوم !! أي حلم هذا الذي يطبع على جبهة الزمن بصمة البقاء !! بل أي حلم ذلك الذي يتبنى فلسفة الوعد ويحترم الوفاء !! دوماً تركض الغيوم صوب الحقيقة بحثاً عن الطفولة لتهطل بالفرح وتتراقص الضحكات في نبرات همسها قطرة .. قطرة ونحو الضوء تتجه النجوم ليزداد لمعانها بريقاً في قلوب العاشقين وتقول بأن القسوة نهاية أمل والكبرياء مفترق طريق !! أرجوحة الصمت إيقاع لكل لغات العالم لكنه مجهول الهوية لمن لا يتقن فنه !! كذلك هي الوحدة خير من جليس السوء لكنها مشاعر هشة قنينة ..عطر فارغة معرضة للانكسار !! وإن كُسرت جرحت من يلمسها ربما بدون قصد أو مع سبق الإصرار والترصد !! كان يسكن الوقت ليخبره بأن السعادة لا تقبل القسمة إلا على اثنين !! وحين غفلة إذا به يتخلى عن المستقبل ليقول (عقارب الساعة لا تعود للوراء ) !! بأسلوب خاص منذ متى لا تعود ؟؟ أليست هي التي تعود بشريط الحياة حيث الذكريات الفاتنة والمؤلمة معاً !! وتعود في مرايا النسيان من أجل التجاهل والعيش بسلام !! وتعود في عناقيد الفرح لتشارك اللحظة الأولى بهجة الشوق والهيام والوله !! أليست هي التي تعود بالأمل إلى الإشراق في يوم جديد !! وتعود بالنبضات التي ذبلت إلى حب قادم جميل !! لا تصمت الثرثرة عندما يكون الحديث عن ثمة خسارة كبيرة تُفقد العقل صوابه !! إلا أنها عاجزة عن النطق عندما تقف عقارب الساعة لخلل مؤقت !! بينما يسري الوقت عبر بوابة الزمن !! ص.ب 30274 الرمز البريدي 24351 [email protected]