مع مرور الوقت، ومع ما نعيشه في معترك الحياة، نصاب ببعض الأعراض التي قد تصنّف في علم النفس على أنها أعراض شيزوفرينا أو زهايمر، وقد تصل في التصنيف للاكتئاب أو الانهيار العصبي، فيصبح هاجس صاحبها دائما العمل، ثم العمل، ومن بعده العمل -برضو- لا يدركها الفرد إلا عندما يتم استدعاؤه من قبل مديره المباشر ويستقبله بابتسامة الوالد العطوف وهو يمد يده بورقة ويقول له: – ايش رأيك تاخد إجازة كم يوم ترتاح فيها..! لا أعلم هل الغرض من الإجازة هو أن يرتاح.. أو أن يريح من حوله من عناء تلك الأعراض التي تخلق جوا من التوتر والحيرة بين مرؤوسيه. نشكر ذلك المدير الذي قدّر احتياج موظفه الشغوف، وسمح له بوقت مستقطع يعيش فيه مع تراكماته النفسية ويعيد برمجتها، ليعود بذهن صافي وروح جديدة، إنما ليس لدينا دائما ذاك المدير .. وإلا لما خضنا معارك مع الحياة بسبب ضغوط العمل، ولما راجت الجلسات التنفيسية التي تساعدنا على التعامل مع الضغوط. أشكرك سيدي المدير لأنك علمت حاجتي في أن" أفك الناس من شري"، قد أعود بعدها لأجد على مكتبي قرار استغناء يحمل عبارة "إنهاء خدمات بسبب عدم الاحتياج، أوالطاقة الاستيعابية للمنشأة، أو لإغلاق القسم.." ويبقى السبب الحقيقي غير مدرج، فليست هناك خانة بين الاختيارات تقول: إن إنهاء الخدمات يمكن أن يعود لتكاتل المهام التي تحتاج إلى "ريبوت" يستطيع أن يعمل أربع وعشرين ساعة في الأربع والعشرين ساعة. أيها الموظف الكادح الذي لم ينل من الوظيفة غير السكر والضغط والانزلاق الغضروفي، إياك أن تغفو.. فهناك أجهزة مراقبة تعمل كحساسات سيارة فارهة، ترقب أول تصادم لك حتى لو كان ذلك التصادم مع صورتك في المرآة.. وإن غفوت فلا حرج عليك، باعتبارك تصنف من ضمن البشر، ولكن ابدأ بالبحث بعد أن تفيق من غفوتك عن عمل آخر، لم يعتمد أصحابه بعد نظام المراقبة البشرية، وأخطرهم أنك تركت العمل لأن من فيه لا يقدرون حاجتي للغفوة.. فإن كان الجميع على شاكلتهم تخيّر بين أمرين، إما الصمود والمقاومة مع التنقل بين الحين والآخر، أو التقاعد المبكر "فالإنسحاب طيب".. للتواصل على تويتر وفيس بوكeman yahya bajunaid