سمعت أحد المحاضرين المؤثرين في لقاء له.. يتكلم عن القائد، وقد وضع تحليلاً عن أنماط الجماعات داخل المجتمعات، أشار فيه أن هناك عدة أنماط تغلب على مجموعة من الأشخاص، لتصبح سمة تُعرف بها تلك المجموعة، وأن من أهمها.. نمط الناجحين، ونمط الطموحين، ونمط المبدعين، وغيرهم.. كنت على وشك أن أضيف إليه نمطاً آخراً لم يذكره ألا وهو "نمط النكديين"، ذلك النمط "سره باتع"، لديه قدرة على جذب العديد ممن حوله دون أن يبذل جهد دراسة ما يقال عنه بقانون الجذب، وقانون الجذب هذا لا علاقة له بالجاذبية الأرضية، كما أنه ليست له أي صلة قرابة تربطه بها.. " ما علينا" نعود لتلك المجموعة النكدية التي نراها في كل مكان، ولعل ما يميزها أنها لا تسير وفق منهجية معقدة، فقط يتوجب على أعضائها أن يكون لديهم حس قوي باستحضار كل ما ألمّ بهم من مآس وأحزان خلال مسيرة حياتهم، وحبذا لو كانت هذه المسيرة تحتوي على قدر من العثرات الوجدانية، فكلما زادت كانت سبباً في ترشيح صاحبها لمنصب القائد. نصيحة مهمة وعاجلة.. " احذروهم "، فتفشيهم بين الناس يفوق تفشي مرض معدٍ بين أبناء المدارس، يكفي أن تجلس بقرب أحدهم وتستمع لما يقوله في بؤس.. لتصاب بتنويم مغناطيسي يجعلك تجتر ما تحمل من آلام وتشاركه إياها، فتعود لبيتك وأهلك وأنت متيّقن أنك أكثر شخص منبوذ في هذا العالم، وأن أسرتك تكرهك، وأن أصدقاءك يسخرون منك، ومرؤوسيك ينافقونك، وأن أفضل حل لك.. هو أن تقفز من سطح المبنى الذي تقطنه و"ترتاح وتريّح". توقف أرجوك.. وسارع إلى الطرقات، تأمل المّارة، والقي التحية على من عرفت ومن لم تعرف، ابتسم لبائع الخضرة، وافسح الطريق لشلة الفتيان التي أمامك، وانظر في عيونهم الضاحكة، حتى لا تعتقد أنك وحدك المسلّط عليه داء الألم، فلديهم ما لديك من المعاناة، لكنهم أحبوا الحياة وأحسنوا الظن بخالقهم.. اختر منطقة وأجلس فيها وتناسى من تكون، واجعل من نفسك جزءا من كل شخص يمر قربك. ثق تماماً.. ستعود لبيتك مهرولاً لتحتضن البيت قبل أصحابه، وتعبّر لهم عن مقدار سعادتك بوجودك بينهم.. كن سعيداَ واترك عنك مجالسة "النكديين".. فهم قتلة. للتواصل على تويتر وفيس بوكeman yahya bajunaid