نعم.. لابد من أنك شخص مثالي بل جميعنا أشخاص مثاليون، فمَن من بيننا يستطيع أن يحدد مقدار ما يتمتع به كل فرد من مثالية..؟ الأمر نسبي إلى حد ما. من جهة أخرى ما الذي يجعلك تهتم كثيراً بأن تصنف كشخص مثالي.. هل لهذه صفة بطاقة مرور مدوّن عليها "شخصيات هامة يحق لها التصرف كيفما تشاء"..؟ على العكس تماماً فمنذ اللحظة التي حصلت فيها على وسام المثالية التي يدّعونها.. أصبح مطلوب منك أن تقييّم كل حركة أو كلمة أو حتى نظرة تصدر منك، لأنها بفضل ذاك الوسام محسوبة من قبل أدوات رصد بشرية تترقب منك الخطأ، لتشيع بين المحيطين عدم أهليتك للقب، فيتم البحث عن غيرك وتقام له مراسم التتويج كما أقيمت مسبقاً لك، وهي مراسم لا تتم في يوم واحد بل تحتاج لمجهود شهور وقد تصل إلى سنين.. لا ألومكم يا معشر المثاليين، وليس تقليلاً من شأنكم، فلم تصلوا لما انتم فيه الآن بسهولة، تطلّب الأمر الكثير من التنازلات التي فرضت عليكم وعلى من حولكم، ولا أتبرء منكم بقولي هذا، في يوم من الأيام حاولت أن أنضم إلى فريقكم وبذلت جهداً كان قليلاً، إلا أنه أرهقني وأفقدني بعض من علاقاتي الجميلة مع أبنائي وأقاربي، فقد كنت أعلم أن المثالية تفرض على من حولي أن يكونوا مثاليين، وليتحقق الأمر وجب عليهم التنازل هم أيضاً، لأتمتع أنا بلقب الأم المثالية أو الزوجة المثالية أو الابنة المثالية أو الموظفة المثالية. كم أتمنى في هذه اللحظة أن أضع يدي على من اخترع هذا المسميات، وأخبره عما فعله من كارثة دمرت الكثير من العلاقات، ففقدت معنى الحياة، وعن أشخاص لم يشعروا بقيمة السعادة مع من حولهم ببساطتها، في سبيل الإبقاء على الصورة الكاملة إلى حد المبالغة. لن أرفع شعارات تحمل عبارات ك " لا للمثالية، أو معاً ضد المثالية " ولن أروّج لها، فلست رافضة للمصطلح ومعناه بقدر رفضي للمقاييس التي وضعناها ثم عممناها على الخلق، وجعلنا منها آداة للموافقة أو الرفض لهم. أنتِ زوجة وأم مثالية مادمت حققت السعادة الزوجية والاستقرار الأسري. أنت طالب مثالي مادمت أبدعت في تخصصك. أنت موظف مثالي مادمت تتقدم في عملك وتحقق طموحك. سأهمس في أذنك بأمر " لا تجعل أي كان يصنع لك شخصيتك، واختر قوانينك الخاصة وفقاً لما تريد، فأنت لم تسيء لنفسك ولا لغيرك.. وتأكد أنك ستكون شخص مثالي في مكانك" للتواصل على تويتر وفيس بوكeman yahya bajunaid