إن كل مايمكن أن يحدث في علم الإدارة الحديث هو نتاج لواقع الحياة وهو الرابط بين نجاح " القائد " واللحظة الراهنة التي يقف عليها أي قائد مسئول عن قيادة فريق عمل في شتى التخصصات المتنوعة أي كان نوعها أو قوتها أو تأثيرها، ولابد أن يملك " القائد " أو المدير صفات فريدة لا تتوافر في غيره .. إن " القيادة " الادارية هي عملية تهدف إلى التأثير على سلوك الأفراد وتنسيق جهودهم لتحقيق أهداف معينة ، وكذلك هي القدرة على التأثير على الآخرين وتوجيههم من خلال منظومة عملية لتحقيق الأهداف المشتركة المرسومة مسبقاً ، وهي ترك التأثير الإيجابي في المحيطين بالقائد ومحاولة توجيههم لإنجاز الأهداف المطلوب منهم . إن تعريف القائد .. هو الشخص الموجه الذي يستخدم نفوذه وقوته ليؤثر على سلوك وتوجهات فريق عمله المحيط به لتحقيق أهداف محددة بطريقة سلسلة عن طريق مايعرف في علم الإدارة " بالإدارة بالحب " والعمل الجماعي حتى يصل الى تحقيق النجاح والطموحات التي تم رسمها ، والقائد الناجح هو من يمتلك المهارات الكافية لتأدية المهام التي طلبت منه على أكمل وجه وأتم صورة . و يتوجب على القائد الذي يطمح لأن يكون متميزاً أن يكون قادراً على التخطيط الجيد واستغلال كافة الموارد وخلق الفرص من لا شيء، أي حينما تنتهي كل الآمال وتفنى، فهذه الصفات من شانها أن تعمل على دفع نجاح العملية إلى الأمام وعدم الوقوف عند سقف معين عائق طارئ ، ومن الأهمية بمكان أن يكون القائد " إنساناً " ذا " قدرة " كبيرة على التعامل مع العاملين معه ومع من يقودهم؛ إذ إن طريقة التعامل المتميزة مع الآخرين تجعله يكبر في عيونهم وبالتالي سيعملون جنباً إلى جنب معه حتى يحققوا ما يطمحون إليه جميعهم، ويجب على القائد ضرورة احترام وتقدير مرؤوسيه له ، ولا يتكبّر أو يستبد أو يتسلّط عليهم ، وإنما لشجاعته وجسارته وإقدامه وجرأته وحكمته في كافة المواقف ، والقائد الناجح لابد أن يكون ذا شخصية جاذبة خلاقة تحتوي الجميع بعيداً عن تقلب الشخصيّة في حضورها، وفي طريقة تعاملها مع الآخرين هنا تكمن قوة القياديّة. إن القائد يمتلك الآخرين بحبه وخلقه وحضوره القويّ في الجانب العملي والإنساني وفي روحه وكلامه وتصرفاته. ولتحقيق أهداف القائد الناجح لابد له من تحديد الهدف المراد منه، و تخيل الرؤيّة المستقبليّة بوضوح، ويجب على القائد أن يكون حازماً وقويّاً في اتخاذالقرارات دون تردّد، أو قلق؛ لأنّ التردد في ذلك قدينجم عنه اتّخاذ القرارات الخاطئة والندم على عدم اتخاذها، وهي ليست من صفات القائد الناجح ،ويجب على القائد أن يقوم بعمليّة الإقناع للموظفين وان يحول هذه الآراء الى واقع عملي ناجح ، ومن ثمّ يشرح لهم ما هي الوسيلة الأفضل لتحقيق الهدف ومحاولة إشراكهم في اتخاذ القرار . والقائد الناحج هو من يقوم بتقديم الفعل وليس الكلام فقط، فالقائد يجب أن يكون ذا شخصيّة واثقة وقويّة قادرة على الكلام ومن ثمّ الفعل ، يكون قادرا على التشجيع وبثّ روح الأمل لدى العاملين معه ، وقد يلاحظ أن كثيرا من العاملين معه يكون قد وصل لحدّ اليأس ووصل إلى مرحلة اللامبالاة، ليبرز هنا دور القائد في دفعه للأمام وتغيير الأفكار السلبية التي تدور في ذهنهم وحثهم على العمل الجاد، وإرجاع ثقتهم في أنفسهم من خلال القيادة العصرية التي تمنح الحب والاحتواء في فن الإدارة في مقابل عمل مجود، وراق، يكمن في الإنجاز وهذا هو مفهوم " الإدارة بالحب ". همسة : " القائد هو من يجعل الآخرين يثقون به .. أما القائد المميز فهو من يزرع في الآخرين الثقة بأنفسهم ".