الحب هو مركز المشاعر النبيلة، والأداة الرئيسة للفلسفة الجديدة القائمة على أن الإدارة الحنونة هي المدخل الصحيح لبناء منظمات أعمال متكاملة ومتوازنة ومرنة ذات مبادئ وأخلاق، ولذلك تركز القيادة بالحب على الدور القيادي للعاملين ورفع مستوى مشاركتهم في التخطيط والتنفيذ والتقويم واتخاذ القرارات، وعلى البعد الاجتماعي والقيم الثقافية للمنظمات وأهميتها في صيانة رأس المال الاجتماعي. فالإدارة هي حسن قيادة الناس نحو العمل بإتقان، وكلما كان المدير ناجحاً كان الفريق الذي يشرف عليه يعمل بجد وإتقان أكثر، ويبذل مزيداً من الجهد لإرضاء المدير، ويصرف المدير المكافآت تقديراً للجهود، كما أنه يُنزل العقوبات بحق المقصرين، هكذا لأول وهلة ينظر بعض الناس إلى معنى الإدارة الناجحة. الإدارة هي المفتاح الرئيس للتقدم في جميع مجالات العمل فهي تعدُّ التنظيم البشري الجماعي الهادف كما أن الإدارة تعدُّ من الظواهر الاجتماعية التي تقوم على التمازج بين كثير من المجموعات والأفكار يكاد الصراع بينها لا ينتهي. وكما أن الحب يسمو بأرواحنا، فيصبح من طبعنا حين نحب الإحسان للنفس وللآخرين وللأشياء، فإن العمل بحب يجعل سلوكنا لا يخرج عن هذا الإطار، فنصبح كالمطر أين ما وقع نفع، وكالورد أين ما وُجد فاح شذاه على الجميع، إذا أردت أن تكون قائداً حنوناً لمن تقود فكن قائداً حنوناً لنفسك، وإذا أردت أن ترعى الآخرين فأحب نفسك. يتوجب على المدير حتى يكون ناجحاً أن يكون لديه لياقة كبيرة في تعامله مع الآخرين، كما يتوجب عليه أن يكون محترماً لهم لا يعاملهم بفوقية ولا يشعرهم أنه سيد عليهم، بل يتوجب عليه أن يتعامل معهم على أساس العمل المشترك والسعي الجاد وراء تحقيق الهدف المشترك، كما يجب على المدير الناجح أن يعمل جاهداً على أن يلبي طموحات موظفيه، ويكون داعماً لهم ومقدراً لمجهوداتهم التي يبذلونها في سبيل عملهم، إضافة إلى ذلك فيتوجب على المدير الناجح أن يكون جريئاً شجاعاً في اتخاذ القرارات، ذا رأي حكيم وخبرة واسعة حتى يستطيع أن يتجاوز المواقف الصعبة، كما يجب على المدير الناجح، أن يكون واثقاً في نفسه، ويتوجب عليه أن يكون قادراً على وضع الخطط الناجحة التي تجعل العمل أفضل ومحققاً لغاياته المنشودة التي يطمح إليها. إضافة إلى ذلك، يتوجب على الفرد حتى يصبح مديراً ناجحاً أن يعمل جاهداً على زيادة ثقافته واطلاعه على الأمور المختلفة خاصة فيما يتعلق بمجال عمله لأن من شأن ذلك أن يؤدي إلى زيادة مهاراته في العمل وزيادة قدرته على الإدارة بكفاءة عالية واقتدار، ولابد أن يتبع مبدأ الإدارة الجماعية. إنّ العمل بروح الفريق الواحد، واعتماد مبدأ تفويض المسؤوليات والمهام والبعد عن المركزية المقيتة، والروتين القاتل، واعتماد علاقة الرئيس بالمرؤوس على اعتبار علاقة الإنسان بالإنسان، وليس علاقة كبير القوم بخادمه؛ لا شكّ أنها المدخل لنجاح وتألّق أي مدير في مجال عمله وهذا ما يسمى «الإدارة بالحب».