قالت لي بعد أن أوقفت سردي الحماسي لموقف مر بي قبل أيام: ليش شايفة عيونك كلها قلوب..؟ ما فهمت..! يعني ليش سعيدة لدا الحد..؟ تعجبت من سؤالها ولم أجبها على الفور حتى لا تكون إجابتي خاطئة أو غير متوقعة، ولكن مهلاً.. لم لا أجيبها، فما الذي يمكن أن يجعل إجابتي غير متوقعة..؟ نعم أنا سعيدة وهل في ذلك جرم، وهل المتوقع أن لا أكون كذلك.؟ ليس مطلوب مني أن أخفي هذه السعادة من باب الوقار العزائي أو الخوف من الحسد. قاعدة اخترعناها ثم آمنّا بها مضمونها: (ليس مستغرب أن أراك مكتئب وحزين)، ومن الممكن أن لا أسأل عما أصابك حتى لا أقتحم عالمك المليئ بالغيوم، فتمطر وترعد حياتك في عاصفة لا يمكن إقافها بسهولة، مع أنني على يقين أنك لوسمحت لتلك العاصفة أن تمر وتنتهي.. لأزهرت روحك بنسائم عليلة ومساحات خضراء جميلة، وعلى العكس تماماً لو تم القبض عليك وأنت ترتكب السعادة والفرح، تتوجه نحوك كل أسلحة الاستهجان والاستنكار والتكهنات بما أصابك، ويبدء التحليل النفسي في رسم منحنى لما وصلت عليه، بعد أن كنت ذلك الشخص الوقور "من وجهة نظرهم" ويبدء سيل آخر هذه المرةن من النوع الذي طرحته صديقتي سابقاً وجعلتني أجهل الإجابة فما الذي يمكن أن أقوله لها: أنا سعيدة وكفى نعم أنا سعيدة وكفى.. ولا تعني سعادتي هذه أن الحزن لا يمر على دياري ويترك حموله لفترة من الزمن، ولكن الفارق أنني أخبره بكل تهذيب قائلة : من فضلك إنت عابر سبيل يجب أن تكون "حسيس"، فلا تطيل البقاء بل تحمل متاعك وترحل بعد أن تأخذ معك ماجئت من أجله، فلا مكان لك بالإقامة الدائمة بل هناك أماكن أخرى تنتظرك لترتحل إليها. ثقوا تماماً حتى لو كان هناك ممن حولكم من يحاول أن يطيّب هذا القلب الذي امتلأ حزناً.. سيأتي يوم ويمل ويرحل، لخوفه من الإصابة بنفس الداء، أو لعله أصيب.. مثلما نستطيع أن نحزن ونقفل أبواب قلوبنا ونكتب لافتة عليها تقول: حالتي لا تسمح باستقبال زوار أرحلوا ودعوني في حزني.. نستطيع أيضاً أن نسعد ونكتب عليها أنا سعيد تعال وشاركني فرحي. للتواصل على تويتر وفيس بوك eman yahya bajunaid