رغم وصول بعض الخدمات إلى منازلنا بصورة يومية فإننا نجهل أحيانا مقدار ما يبذل من جهود عظيمة وأموال كبيرة وعمل دؤوب ومتابعة حثيثة من أجل ذلك . وقد تأكد لي هذا بعد أن شاركنا في جولة مع عددأعضاء مجلس المنطقة والإعلاميين بصحبة مدير عام المياه بمنطقة الباحة المهندس أحمد القرشي وبعض مهندسي إدارته على بعض مشاريع المياه هناك . حيث رأينا ما يثلج الصدر من مشاريع قائمة و أخرى تحت التنفيذ ومشاريع مرتقبة ، من أجل وصول خدمات المياه والصرف الصحي إلى المواطنين في جميع محافظات المنطقة وقراها في قمم الجبال وسفوحها وسهولها وأوديتها . ومع أن بداية التنمية الحقيقية في هذا القطاع لم تصل إلى منتصف العقد الثاني ، منذ إنشاء المديرية العامة للمياه بالمنطقة .. إلا أن هناك سباقا مع الزمن لإقامة المشاريع العملاقة التي فاقت التوقعات بتكاليف تزيد عن ستة مليارات من الريالات . مما يؤكد حرص واهتمام حكومتنا الرشيدة في هذا العصر الزاهر.. لتقديم أفضل الخدمات لمواطنيها من خلال المشاريع الكبيرة والبرامج التنموية الطموحة التي تعزز مسيرة التنمية الشاملة في جميع مناطق المملكة ، ومنها منطقة الباحة التي حظيت كغيرها بنصيب جيد من تلك المشاريع الهامة ، ومن أهمها مشروع جلب المياه المحلاة إلى المنطقة من محطة الشعيبة كأحد أهم مشاريع الإمداد بالمملكة بتكاليف زادت من مليار ريال . إضافة إلى المصادر الأخرى من السدود والآبار التي توفر جميعها أكثر من مائة ألف متر مكعب يوميا قابلة للزيادة .. ساهمت ولله الحمد في معالجة مشكلة نقص المياه التي كانت قائمة في فترة مضت . وخلال تلك الجولة شاهدنا منجزات تدعو للفخر والاعتزاز بما وصلنا إليه بفضل الله تعالى ، كما تبعث على الارتياح والاطمئنان ، لما نلمسه على الطبيعة من خدمات المياه والصرف ، من واقع عشرات السدود ومئات الآبار والمناهل وكذلك الخزانات الاستراتيجية ومحطات التحلية والمعالجة والتنقية وفق معايير الجودة العالمية ، وباستخدام التقنيات الحديثة وبكفاءات متميزة طبقا لرؤية المديرية المرسومة ، حيث يتم تطبيق نظام (الأسكادا) في مشروعي مياه العقيق وثراد ، للتحكم الإشرافي وجمع البيانات وتحليلها ورصد المتغيرات ، ومن الأمور الجميلة أيضا أن العمل يجري لربط جميع المواقع من خزانات وسدود ومحطات تنقية ومحطات رفع ومناهل مياه بهذا النظام لمتابعتها الكترونيا وكذلك العمل على تطبيق نظم المعلومات الجغرافية ، وقد عرفنا بأن هناك مشاريع قادمة ستخدم المنطقة وتحقق لها نقلات نوعية تساهم في التنمية المطلوبة ، بتعزيز مصادر المياه وإنشاء الخزانات الاستراتيجية واستكمال الربط المائي بين المحافظات وتعميم شبكات المياه وكذلك شبكات الصرف. ومع كل وقفة كان هناك ثناء عاطر لجميع المسؤولين الذين تابعوا تلك المشاريع حتى وصلت إلى هذا المستوى المشرف في غضون سنوات قلائل . وقد خُص المدير العام السابق المهندس محمد العضيد بكثير من التقدير لجهوده الصادقة التي أثمرت ، وهو وفاء لأهله فعلا يستحق معه الشكر والتقدير على هذه المنجزات التي تحمل بصمة الإخلاص . كما يستحق المهندس أحمد القرشي وفريق العمل بالمديرية كل الشكر والتقدير على حرصهم واهتمامهم وسعيهم لإكمال بقية مشاريع المياه والصرف بالمنطقة بما يحقق الأهداف المنشودة لخدمة جميع المواطنين . والأمل أيضا ألا يخل نظام الفواتير بهذه المنجزات الراقية والعمل على معالجة ما أشكل لكسب المزيد من الثقة . ومع تثمين جهود الدولة المباركة التي حققت هذه المنجزات الراقية ، فإن الدور الأهم يتعلق بالمواطن لاستيعاب هذا الجانب بشكل واع والعمل على ترشيد استخدام المياه للحفاظ على أهم ثروة في الحياة.