حظي قطاع المياه في منطقة الباحة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله باهتمام كبير يدل على ذلك حجم المشروعات المنفذة والجاري تنفيذها خلال الأعوام الماضية، فلا تكاد تخلو أودية المنطقة من مشروعات السدود لتخزين مياه الأمطار، ولا تخلو شوارعها من مشاريع الخطوط الناقلة للمياه والشبكات ولا مرتفعاتها من خزانات التجميع. وهذه المشاريع بدورها شواهد على التنمية في منطقة الباحة. وفي ظل الاعتمادات المالية الضخمة من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين استطاعت المديرية أن تعمل على أربعة محاور رئيسة وهي تنويع مصادر المياه وعدم الاكتفاء بمصدر واحد، كما شرعت في تأسيس البنية التحتية لشبكات المياه والصرف الصحي والخطوط الناقلة ومحطات المعالجة، والمحور الثالث العمل على تحسين مستوى الخدمة المقدمة للعملاء، والمحور الرابع تطوير المشاريع القديمة. تنويع مصادر المياه في المنطقة و منذ أن تولت المديرية العامة زمام أمور المياه بالمنطقة شرعت في البحث عن الحلول ودراسة الأودية لتنمية مصادر المياه وأصبحت أودية المنطقة وسهولها ورش عمل تنفذ المديرية من خلالها مشاريع مصادر المياه من سدود وحقول أبار كما أن التوصيات التي ترفع لمقام الوزارة تبرز ضرورة وجود مصدر دائم للمياه لضمان تغطية الطلب المتزايد على الماء كمشروع تحلية للمنطقة، كون مشاريع المياه الحالية تعتمد بعد الله على مياه الأمطار، وبالفعل توالت الدراسات والتصاميم والعمل على تنفيذ مشاريع تنمية مصادر المياه المليك يفتتح مشروع وادي عردة تشرف أهالي منطقة الباحة ومنسوبو المديرية في 29/6/1427ه بافتتاح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – المرحلة الأولى من مشروع وادي عرده الذي تبلغ تكلفته 325 مليون ريال بطاقة تصميمية تنتج أربعين ألف م3 في اليوم ليغطي جزءا كبيرا من احتياج الأهالي في المنطقة حيث يتكون المشروع من حقل أبار عددها (20) بئراً مع خط ناقل طوله 95 كلم وملحقاته من خزانات التجميع ومحطات الرفع. إنشاء (17) سد وحققت السدود بمنطقة الباحة نجاحا كبيرا في توفير مياه الشرب للمنطقة لفتره تزيد عن ربع قرن، ولعل سد وادي العقيق من أنجح السدود التي توفر مياه الشرب في المملكة ولذلك دأبت المديرية العامة للمياه بمنطقة الباحة بمسح جميع الأودية في المنطقة بحثا عن المواقع المناسبة لإقامة السدود عليها وتم اختيار 17 موقعا بعناية موزعة على جميع محافظات المنطقة لإنشاء سدود عليها بتكلفة تزيد عن نصف مليار. ضخ عشرة آلاف متر مكعب وجه معالي وزير المياه بعكس الخط الناقل بين تربه والطائف لضخ عشرة آلاف متر مكعب في اليوم من مياه التحلية إلى الباحة كحل مؤقت حتى اكتمال مشروع الخط الناقل الجديد نقل المياه المحلاة في يوم الأربعاء 27/10/1431ه وبرعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبد العزيز، أمير منطقة الباحة، وقع معالي وزير المياه والكهرباء رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة المهندس / عبدالله بن عبدالرحمن الحصين بمكتب سمو أمير المنطقة عقدي تصنيع وتوريد وتنفيذ نظام نقل المياه المحلاة من خزانات الشهداء بالطائف إلى منطقة الباحة بمبلغ إجمالي يقدر بنحو (1.062) مليون ريال، ويشتمل العقد الأول على تنفيذ نظام نقل مياه (الطائف – الباحة ) بمبلغ قدره (892.5) مليون ريال، يتكون من خط أنابيب قطره (40) بوصة .بطول حوالي (217.4) كيلومتر، بالإضافة إلى الأنظمة اللازمة لنقل المياه المحلاة بطاقة تصميمية قدرها (80) ألف متر مكعب يومياً لينتهي الخط في خزان مدينة الباحة سعة (140.000)م، وقد صمم النظام لتلبية احتياجات السكان المستقبلية في المحافظات والمراكز المستفيدة حتى عام (1460ه )، وستصل مياه التحلية إلى منطقة الباحة عبر الخط الناقل في الربع الأول من العام القادم 2013م الأبار وتعتبر الأبار من أقدم الوسائل المجدية للحصول على الماء في المنطقة، وقد أولت المديرية حفر الآبار أهمية كبرى خصوصا في قطاع تهامة بالإضافة إلى السراة حيث تم تنفيذ حفر عدد 168 بقيمة تجاوزت سبعة ملايين ريال. شبكات المياه وسعت المديرية جاهدة في تغطية كافة المدن والقرى بالمنطقة بشبكات المياه على مراحل، وقد نفذت عديدا من الشبكات بالتوازي مع تنفيذ مشاريع مصادر المياه، لتغذية الشبكات، وقد انتهى عديد منها وتم تشغيلها التجريبي لاختبارها لتبدأ العمل عند استقبال كميات المياه الواردة من المصادر الجديدة (مياه الخط الناقل لمياه التحلية – ثراد –الاحسبة – عليب). الصرف الصحي و بدأت المديرية العامة للمياه بمنطقة الباحة في مشاريع الصرف الصحي من الصفر حيث لم يكن للصرف الصحي أي مشاريع أو دراسات من قبل، وقد شرعت المديرية منذ تأسيسها عام 1425ه بعمل مسح ميداني لجميع المحافظات بالمنطقة والتعاقد مع مكاتب استشارية لوضع دراسة شامله للمشروع، ولضخامة المشروع وصعوبة تضاريس المنطقة فقد أخذت الدراسة وقتا أطول كي تتحقق الفائدة المقصودة. وقد تم الانتهاء من تنفيذ محطة المعالجة للصرف الصحي لمدينة الباحة بطاقة تصميمية 16.200م3/اليوم بتكلفة 40.000.000 ريال، وستدخل في الخدمة بعد استلامها من المقاول المنفذ. كما أن العمل جار على تنفيذ شبكة الصرف الصحي بمدينة الباحة، والعمل يسير حسب الجدول الزمني المعد، وفي القريب العاجل -إن شاء الله- سيشرع في تنفيذ شبكات الصرف الصحي لبقية المدن بالمنطقة وسيتركز عمل المديرية في المرحلة القادمة على مشاريع الصرف الصحي. تحسين مستوى الخدمة وتعمل المديرية في سعي دؤوب على تحسين الخدمة المقدمة للعملاء من حيث النواحي الإدارية والمعاملات اليومية أو من خلال إيصال الخدمة إلى منازلهم، ولأن الأشياب هي نقطة التقاء بالعميل فقد عملت المديرية على تحسين المواقع وتهيئتها حتى تكون بيئة مناسبة لاستقبال العملاء، ومن أجل ذلك فقد نفذت المديرية صالات استقبال للعملاء بالمناهل (الأشياب) مجهزة بكاونترات استقبال وكراسي انتظار وشاشات للأرقام ودورات مياه، مع تجهيز مساحة كافية لمواقف سيارات العملاء، ببوابة مستقلة بعيدة عن حركة الناقلات. وقد حرصت المديرية ألا تزيد فترة الانتظار عن عشر دقائق لمن حضر في الموقع، كما أنه يمكن خدمة العميل عن طريق الهاتف إذا كان عنوان العميل موضحا لدى الزملاء العاملين بالمنهل (الشيب). تطوير المشاريع القديمة وعملت المديرية على تطوير المشاريع القديمة المنفذة من قبل وزارة الزراعة والبلديات مع إدخال عنصر التقنية الحديثة في مجال العمل، ويأتي نظام الأسكادا للمراقبة والتحكم في الخطوط الناقلة ومعرفة مناسيب المياه في الخزانات. ومن ضمن المشاريع التي طرأ عليها التطوير مشروع مياه العقيق . ترشيد استهلاك المياه وفي ضوء ذلك الاهتمام فإن إدارة التوعية والترشيد بالمديرية العامة للمياه بمنطقة الباحة عملت على المساهمة في تحقيق الأهداف المرجوة من حملة ترشيد استهلاك المياه من خلال المشاركة في المهرجانات والمتنزهات والمراكز التجارية، وزيارة دار الأيتام خلال فترة الصيف لعام 1433ه بالإضافة إلى توزيع المطويات والمنشورات والحقائب المجانية للمواطنين مع توعيتهم بأهمية تركيب الأدوات المرشدة، ومالها من فائدة في الحد من الإسراف في المياه بالإضافة إلى عرض تلفزيوني يوضح فائدة استخدام الأدوات لمرشدة وكيفية تركيبها مع توضيح نسبة توفيرها لكميات المياه. مدير عام المياه في المنطقة يقف على أحد المشاريع مختبر المياه مشروع سد وادي عردة أحد مشروعات المياه الجديدة في الباحة (الشرق)