يستهين بعض الناس بمسألة الكذب لتضليل الآخرين من خلال تزييف الحقائق وزعم الأحداث واختلاق الروايات.. لتحقيق أهداف معينة شخصية أومادية أو وظيفية أو أسرية أو اجتماعية … والكذب سلوك مكتسب تحدده البيئة المحيطة تقريبا . حيث يبدأ بعض الأفراد في الكذب من صغرهم ويتمادون في ذلك حتى يصبح سلوكا دائما في حياتهم . مصداقا لقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( ومازال الرجل يكذب ويكذب حتى يكتب عند الله كذابا ) وهو من الصفات القبيحة ودليل ضعف الشخصية ، فقد ثبت أن الضعيف صاحب القدرات المحدودة تكون لديه دوافع أكثر للكذب ، بعكس القوي الذي يمتلك الكثير من القدرات الذي تكون دوافعه للكذب أقل . ويرى المختصون النفسيون أن أحد أسباب الكذب هو الجانب التعويضي الذي قد يستمر مع الشخص من طفولته فيصبح ملازما له طيلة حياته ، كأحد أشكال الكذب التي تظهر بين الأطفال ، والتي تزول بزوال الأسباب المؤدية إليها . ومنها الكذب الخيالي نتيجة القدرة الخيالية والقوة في التصور التي يمكن توجيهها ليصبح صاحبها مبدعا بشكل إيجابي . وهناك الكذب الالتباسي القريب من الخيالي باختلاط الحقيقة بالخيال فيتحدث الشخص عما سمعه وكأنه هو الذي عاشه بالفعل . والكذب الادعائي للمباهاة والظهور وللفت الانتباه وانتزاع الإعجاب ، وإذا ما عولج مبكرا أدمن عليه الشخص حتى يصبح عادة ملازمة . والكذب الغرضي أو الانتفاعي للحصول على بعض الأغراض من الآخرين . وكذلك النوع الانتقامي من الآخرين للشعور بالغيرة أوعدم المساواة . والوقائي حماية للنفس ، خوفا مما قد يقع عليه من عقوبات إزاء الأخطاء . والعنادي للإحساس بالارتياح في التحدي لأي ظرف . وهناك الكذب التقليدي بتعلم الطفل ممن حوله ، لأن البيئة المحيطة ملائمة لنمو هذا السلوك المشين لدى أفرادها . والكذب كما يعرف الجميع من الأخلاق السيئة الممقوتة التى نهى عنها الإسلام وجميع الأديان السماوية . فهو من خصال المنافقين لقول المصطفى عليه السلام : ( أربع من كن فيه كان منافقا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها .. إذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا وعد أخلف ، وإذا خاصم فجر .) وفي الآونة الأخيرة كثر الكذب بقصد وبدون قصد خاصة مع وسايل السوشل ميديا والمسارعة بنشر كل ما يصل . حيث أن انتشار الكذب بين الناس من علامات الساعة، فهناك من يقع في دائرة الكذب دون أن يعلم لأنه ينقل ما يتلقاه دون أن يتحرى الصدق ويتثبت من الحقيقة . وفي حديث أبي هريره رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم بالأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم ) ولكثرة ما يرد من أخبار كثيرة مختلقة وشائعات مغرضة وتسجيلات مدبلجة بالصوت والصورة وأحاديث موضوعة عبر الوسائط فيفترض علينا جميعا تقصي الحقيقة تماما وعدم نقل مالم يكن صحيحا ومفيدا حتى لا نقع في الزلل والعصيان ، والله الموفق . مرتبط